الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الناس الطيبون!!


ليست مخصصة هذه التدوينة للحديث عن الشعب الطيب المتسامح. و ليست للحديث عن (أم فلان) المرأة الطيبة التي تبيع الخضروات كي تربي أبنائها و تعلمهم. و ليست للحديث عن (عم محمد) و (عم جرجس) رمزَيّ التسامح اللذين ظهرا في كل شيء تقريبا.

دعوني في البداية أعترف أنني أتحسس ما أكتبه في تلك التدوينة؛ لا لشيء إلا لأنها تخص (من بعيد أو من قريب) شخصا أحبه جدا و أحب كونه رجلا طيبا يحب الطلبة في كليّتنا و يحبه الطلبة في كليتنا... ببساطة إنه عميد كليتنا أ.د/ أشرف سعد؛ أول عميد تم انتخابه و لاقى استحسانا كبيرا بين الطلاب لأنه الأقرب إليهم و لأفكارهم و لأنه ساندهم في ثورتهم.. إنه عميد للكلية من الميدان... مثلما كان د/ عصام شرف رئيسا للوزراء من الميدان!!!

و بعد؛

نقترب في أيامنا هذه من نهاية النصف الدراسي الأول من ولاية مجلس وكلاء الكلية المنتخب. و أظن أنه من حق عميد الكلية و وكلائها علينا أن نعيد -نحن الطلاب- تقييم التجربة؛ ماذا كنا نأمله من العميد؟ ماذا تحقق؟ و ماذا لم يتحقق؟ كيف نرى المرحلة المقبلة؟

أعرف أن مثل هذه الكلمات تثير حفيظة بعض أساتذة الكلية عندنا. هم يرون أننا -نحن الطلبة- نقحم أنفسنا فيما لا يعنينا و ما لا نفهمه... و أقول لأساتذتنا الأعزاء: لكم بعض الحق فيما تقولون لو أننا نقحم أنفسنا في تفاصيل لا نبتغي منها إلا فرض رأي لمجرد أنه يتبع هوى بعضنا.

بالمناسبة؛ لا أتحدث هنا في المقام الاول عن نظام امتحان أو تقييم. أولا لأنها أشياء تخضع لرؤية مقيّمي الطلاب, طالما كان التقييم عادلا و شاملا و واضحا. ثانيا؛ لأن المشاكل و التحديات التي تواجه كليتنا أكبر من ذلك بكثير.. كليتنا بالمناسبة لا تمثل نفسها بل هي مسئولة عن مستوى الخدمة الطبية في حوالي 5 محافظات يمثلون مجتمعين ربع مساحة مصر تقريبا.

كلية الطب جامعة الأسكندرية؛ اسم قديم جدا في عالم الطب في مصر, بل في العالم... قديمة قِدَم (الحجر الصحي) الذي أقيم في نفس مكان الكلية في عهد قديم (قيل أيام محمد علي باشا, و ربما البطالمة لا أذكر)... و هي أيضا نفس الكلية التي تم هدم جزء كبير من مستشفى الولادة منذ سنوات بها لمجرد توفير مساحة امنية لمكتبة الأسكندرية... هي أيضا نفس الكلية التي يتلخص تطويرها في تكسير واجهة مباني المستشفيات ثم إعادتها مرة أخرى.. هي نفس الكلية التي شرعت في بناء حوالي 4 ملاعب ترتان خماسية على أعلى مستوى رغم أن المساحة المستغلة في ذلك كان من الممكن أن تبنى عليها مراكز طبية أفضل بكثير جدا من المراكز العالمية في مدينة المنصورة.. و ليت الملاعب اكتملت (ملعب الشاطبي مثلا ينقصه شبكة و مرميان ولا يصلح للعب رغم أنه تكلف رقما به أصفار كثيرة)... نحن الكلية التي يهتم كثير من أساتذتها بتطوير عياداتهم الخاصة أكثر من تطوير المستشفى و السعي للتوسط من أجل الحصول على احدث الأجهزة لتوفيرها بالمجان للمرضى... و نحن أيضا الكلية التي لا يشرح اساتذة بعض الأقسام للطلاب و لا يعرف الطلاب ما هي المتطلبات التي عليهم تحصيلها (و إن كنا في تلك النقطة أفضل حالا من كليات أخرى)... و أخيرا؛ هل الشفوي و النظام التدريسي القديم عائد بقوة؟؟؟

تخيلوا معي لو أن الأموال التي تصرف على واجهات المباني و الملاعب تم توجيهها لشراء أجهزة تشخيصية و علاجية حديثة و على أعلى مستوى... لو أن أساتذة الكلية وجهوا جزءا من طاقتهم أكبر في سبيل تطوير الخدمة الطبية المجانية داخل المستشفى... لو زاد الاهتمام بالبحث العلمي (و قوامه من الأساتذة و حتى الطلاب) لتلبية احتياجات المرضى المصريين و الاهتمام بالأمراض التي نتفرد بها بين دول العالم, و التي -بطبيعة الحال- لن يساعدنا فيها الغرب و لن يحلها إلا أيد مصرية مخلصة... تخيلوا معي لو أن خريج كلية الطب جامعة الاسكندرية على أعلى مستوى يحمل علما و خلقا عاليا و يوفر أفضل رعاية للمريض المصري الفقير أولا ثم الآخرين.

ما زلت آمل أن أرى كلية الطب جامعة الاسكندرية بشكل أفضل.. أنتظر اليوم الذي أرى فيه المريض داخلا المستشفى الميري مستبشرا, و خارجا منها سعيدا معافى.. و بين هذا و ذاك لا يشعر أبدا أنه مهان أو متفضل عليه بالعلاج.. لا يضطر يوما أن يشتري كيس دم بالمال لأنه لا يجد أكياسا في البنك.. أود أن أراه في جو نظيف معقم لا أخشى عليه فيه من تلوث أو ما شابه.

أحلم على المستوى الشخصي بنظام تعليم ينهض بالطلاب للأمام أكثر و أكثر

و أخيرا أختم بجملة منسوبة لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم"



الخميس، 8 ديسمبر 2011

لو كنت ماليزي


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون ماليزيًا...





أولًا: لأني كنت هبقى كيوت كدة و حجمي صغير فمش هستهلك مكان كبير




ثانيًا: لأني كنت هعرف آخد حقي في البلد دي



الجمعة، 4 نوفمبر 2011

صلاة العيد.... تاني مرة... داحنا هنشوف أيام!!!


كل سنة و انتم طيبيبن و عيد أضحى سعيد
الكلام دا كنت كتبته بعد عيد الفطر اللي فات و نفسي مارجعش أكتبه تاني بعد عيد الأضحى كمان
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كان شيء مش لطيف - أو ممكن تقول إنه كان شيء سخيف أو زي ما انت عاوز- إن المسلمين يتفرقوا في صلاة العيد بين الساحات لمجرد إن كل جماعة عاوزة تنظم صلاة العيد بمعرفتها... و ماكانش شيء لطيف إني أروح الساحة امبارح ما ألاقيش ناس كتير علشان الناس راحوا دوران السيوف.. نصهم بيصلي عند الدعوة السلفية و النص التاني بيصلي عند الإخوان.
هي مش الفكرة من صلاة الجمعة و صلاة العيد إن المسلمين يتجمعوا كلهم مع بعض على اختلاف تفكيرهم و انتماءاتهم!!
هو دا ما يعتبرش نوع من (التحزب المذموم) إللي البعض بيتكلم عنه!!
ما هو طول ما احنا بنصلي الجمعة في الزوايا و بنتفرق على صلاة عيدنا (إللي هو عيدنا إللي
بنقضيه مع بعض و بنتآلف فيه مع بعض).... يبقى ماحدش بقى يكلمني عن صحوة إسلامية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دي كانت جزء من تدوينة أنهيتها بجملة:
داحنا هنشوف أيام!!!!!!

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

أصلهم لازم يموتوا!!!!!ـ

في منطقة مش بعيدة عن البيت.. فيه أرض تابعة للشركة المتحدة كان بعض الأهالي وضعوا إيدهم عليها أيام الثورة و حصل خلاف على أحقية كل واحد في امتلاك الأرض... يعني؛ الأرض دي حدوتتها طويلة ممكن نحكيها بعدين

إمبارح تطور الخلاف بشكل ما أعرفش تفاصيله لكن ملخصه إن الشركة حاولت تستعيد الأرض بطريقة ما من الأهالي و تطور الأمر و حصل أثناء الخلاف دا إطلاق نار

مايلزمنيش دلوقت مين ضرب نار.. أصلا طظ في الحدوتة كلها... المهم إن فيه راجل جارنا غلبان كدة اسمه أحمد.. واحد على قد حاله أوي شاب يمكن في بداية التلاتينيات... متجوز و عنده أطفال صغيرين و فاتح محل صغير أوي بيصلح فيه جزم... الراجل دا قدره إنه كان معدي بالعجلة بتاعته وقت المشكلة و أخد رصاصة في صدره و مات

أصل الناس دي لازم تموت بالرصاص علشان نعرف إنهم موجودين

آخر مرة شفت فيها أحمد كان من كام شهر.. حصل إني كنت قاعد عنده في المحل بتاعه شوية و جه شاب صغير ماسك بخور في إيده -الناس اللي بيعدوا على المحلات يبخروها- لقيت أحمد ناداله لأنه يعرفه و خلاه يبخر المحل الصغير أوي بتاعه... و هو شغال سأله أحمد عن أحواله فقال له إن أبوه مسجون بقاله كام شهر -على ما أتذكر بسبب ديون كانت عليه-.. يعني؛هما كانوا بيتكلموا عادي كأن دي مش أسوأ حاجة حصلتلهم في حياتهم

بعد ما الشاب خلص أحمد طيب بخاطره جامد.. الغريبة إنه إداله فلوس رغم إن أحمد -زي ما هو وضح ليا في الشوية الصغيرين إللي قعدتهم معاه- دخله بسيط جدا من تصليح الأحذية.. و يمكن كل فين و فين لما يجي زبون.. دا اللي حسيته

أنا بقيت لما بشوف الناس دي بحس إني بني آدم جزمة

الأحد، 18 سبتمبر 2011

بأي ذنب قُتِلَتْ! قصة قصيرة


د/ عادل رفعت تزعجه حياته مثلما تزعجه كوابيسه.

يستيقظ د/ عادل في ذلك اليوم مقبوض الصدر مما صور له عقله حين غفا. بالكاد يلتقط أنفاسه لينزل من فوق سريره و يتجه سريعًا نحو ماءٍ يغسل به وجهه. و مع الماء تهدأ نفس د/ عادل شيئًا ما فيرخي رأسه للأمام مستندًا على الحوض لبعض الوقت ثم يتوجه إلى المطبخ يعد قهوته التي يتركها على نار هادئة و يخرج إلى الشرفة.

يشعل د/ عادل سيجارته ناظرًا باتجاه الشارع الخالي من المارة. دائمًا يذَكِّره الشارع الفقير بأنه يعيش وحيدًا منفيًا في أسيوط على ذمة عمله بمكتب الصحة. لا يعرف كيف ساقته أقداره كي يصير طبيبًا شرعيًا يعمل في بلد يراه نائيًا فقيرًا, بلد لا يعرف فيه إلا جرائمه و جثثه و مجرميه. ما زال د/ عادل يجد في نفسه غضاضة من كونه طبيبًا غير مصرح له بمزاولة مهنة الطب – من وجهة نظره-. بل هو مخول دائمًا و أبدًا بتقصي أبشع الأحداث و التعامل مع كل ما يراه مقززًا يثير أعصابه و يدفعه نحو الجنون دفعًا فلا يجد أمامه حين ينتهي عمله إلا أن يهرع إلى أي مكان يمارس فيه أي مجون يذهب بعقله بعيدًا عن كوابيسه لينفث من جنونه المتوحش في ذاك المجون علّه يرتاح, و لو قليلًا.

يصل د/ عادل إلى مكتب الصحة ليجد بانتظاره إشارة من النيابة بالتوجه إلى (فرشوط) لفحص جثة طفل رضيع. بملامح ثابتة يجلس د/ عادل إلى مكتبه و يضع الإشارة جانبًا بهدوء ليشعل سيجارة و يسحب منها نفَسًا عميقًا و يخرجه. لماذا يصر الناس على ارتكاب جرائمهم في تلك الأماكن البعيدة؟ ماذا عليهم لو أنهم جاءوا إلى مدينة أسيوط ليرتكبوا فيها ما طاب لهم من الجرائم بدلًا من تحميله عبء السفر الشاق على طريق وعرة لتقصي جرائمهم؟

يظل د/ عادل في مكانه لعشر دقائق يكمل سيجارته و يتناول قهوته الثانية استعدادًا ليوم طويل ثم ينادي على (العسكري) الذي جاء إليه بالإشارة و يطلب منه أن يسبقه إلى السيارة التي ستقلهم إلى فرشوط. بعد قليل ينهض د/ عادل و يستقل السيارة برفقة (العسكري) الذي –بدوره- يحكي له بعض تفاصيل الجريمة خلال طريقهم. كانت كل التفاصيل التي يعرفها العسكري هي أن جثة طفل حديث الولادة قد وجدت بداخل كيس أسود للقمامة و ملقاة في إحدى (الخرابات). إذًا فمهمة د/ عادل هي فحص الجثة لمعرفة عمر الطفل و سبب وفاته و وقت حدوث الوفاة و غير ذلك من المعلومات المطلوبة. ليس هذا فقط؛ إنما ستمتد مهمة د/ عادل طالما ظلت النيابة تحقق في القضية.

"الجثة لرضيع.... أنثى عمرها عند الوفاة حوالي 36 ساعة و توفيت قبل حوالي 12 ساعة من وقت توقيع الكشف الطبي على الجثة عن طريق خنقها بوضع قطعة قماش بحلقها.... و لوحظ أيضًا وجود كدمات متفرقة بأنحاء مختلفة من الجسم..... إلخ"

أنهى د/ عادل كتابة التقرير و أعطاه إلى وكيل النيابة ليعود إلى أسيوط مرة أخرى و ينام في بيته قليلًا.

بعد ذلك مرّت حياة د/ عادل كما اعتادها حتى زاره نفس العسكري بعد يومين و حكى له بعض التفاصيل التي استجدت على القضية. تم القبض على امرأة بغِيّ - رآها بعض شهود العيان تلقي بكيس قمامة في وقت متأخر - و يتم الآن استجوابها داخل سراي النيابة و الضغط عليها لمعرفة علاقتها بالجثة من عدمها. كما أبلغ العسكري د/ عادل أيضًا أن النيابة قد ترسل المرأة إليه خلال أيام لتوقيع الكشف الطبي عليها.

في اليوم التالي تصل فعلًا المتهمة إلى مكتب الصحة لتوقيع الكشف الطبي عليها و معرفة هل وضعت مولودًا خلال الأسبوع الماضي أم لا؛ و هو سؤال محوري لأنه في حال ثبوت وضعها مولودًا خلال تلك المدة سيقترب الاشتباه في تورطها بالجريمة من حد اليقين. أما إذا ثبت عكس ذلك فهو دليل قد يكفي لبراءتها و ربما قيد القضية ضد مجهول و عدم الاستدلال على نسب الطفلة.

ملامح الطبيب الشرعي تبدو مألوفة لدى المتهمة. تشعر أنه ربما قد زارها في إحدى الليالي لكنها لا تذكر متى كانت الزيارة و هل حدثت – أصلًا- أم لا.

أما هو – د/ عادل -؛ فعيناه المتيقنتان تُذَكِّرانه تحديدًا بسابق المعرفة التي جمعتهما سويًا من قبل. لا يستطيع أن يصرف عينيه المذهولتين عن محادثة عينيّ المتهمة – المتحيرتين- حديثًا ذهب بما كان يتملكها هي من رعب و رهبة و أبدلهما بابتسامة قبيحة كابتسامات بنات مهنتها. و لم لا تبتسم و قد أخبرتها عينا الطبيب الجاحظتان بما تاه للحظات بعيدًا عن ذاكرتها؟

حتى و هو يأمر (الحكيمة) بتجهيز المتهمة للكشف الطبي لم ينقطع بينهما حديثهما الصامت. متى كان أول لقاء بينهما؟ يحاول هو لو يُكَذِّب تقديره للزمن الذي مر. يحاول لو يقنع نفسه أن ما حدث بينهما قد مر عليه وقت طويل جدًا؛ أطول من مجرد بضعة أشهر. أما هي؛ فيقينها قد دلّها على لقائهما الأول. و لأنها هي من حملت الطفلة بين أحشائها فهي تعرف كم مر من الشهور؛ بل كم مر من الأسابيع.

فجأة يشعر د/ عادل و كأنه هو الذي استسلم لسرير الكشف ينتظر من نفسه كلمة تبرؤه أو تدينه. هي الآن تتخذ وضع الكشف الطبي و تبتعد عيونها عن عيونه لكن الحديث لم ينقطع؛ لا بالنسبة إليه و لا بالنسبة إليها. هو يذكر الجريمة البشعة التي سافر إلى (فرشوط) لتقصيها. هي تذكر كم كان هو متوترًا. هو يذكر أنه كان مستثارًا مقبوضًا. هي تذكر أنه كان ماجنًا عنيفًا. هو لا يذكر كيف انتهت به ليلته. أما هي, فتذكره و هو يجري مبتعدًا عنها كالمجنون.

بجد د/ عادل نفسه منصرفًا عن سرير الكشف إلى مكتبه. يمسك قلمًا بيمينه و ينظر إلى ورقة بيضاء أمامه كمن يلومها ثم يمد قلمه نحو الورقة لكنه يسحبه. بعد قليل بمده ثانية ثم يسحبه. في ورقته البيضاء تظهر له صورة طفلة تبتسم كالملائكة, و صورة بغيّ تبتسم كالشياطين. تظهر له طفولته هو؛ كان طفلًا جميلًا مبشرًا بالخير. تظهر له صورة فتاة أحبها و لم ينلها, صورة صديق رآه أفضل منه فحقد عليه, صورة أبيه و أمه يبكيان لقسوة قلبه عليهما. تظهر له صورة قلبه كصخرة صماء تقطر دمًا و دموعًا.

يكتم د/ عادل أنفاسه بشدة و تسرع يمناه بالقلم نحو الورقة البيضاء ليخط تقريره. لا يمكن أن تكون المتهمة هي أم الطفلة المتوفاة لأنها لم تضع مولودًا خلال الأسبوعين الأخيرين على الأقل... و يكفي هذا.

تتناول (الحكيمة) التقرير تقرؤه.

لأنها امرأة فهي تعرف أن المتهمة ليست كذلك.

و لأنها تعرف د/ عادل فهي تتوقع منه أي شيء.

لكنها لا تعرف – و لا أحد يعرف- من تكون تلك الطفلة مجهولة النسب.

تمت

أحمد ثروت السعيد

18/8/2011

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

صلاة العيد


كان شيء مش لطيف - أو ممكن تقول إنه كان شيء سخيف أو زي ما انت عاوز- إن المسلمين يتفرقوا في صلاة العيد بين الساحات لمجرد إن كل جماعة عاوزة تنظم صلاة العيد بمعرفتها... و ماكانش شيء لطيف إني أروح الساحة امبارح ما ألاقيش ناس كتير علشان الناس راحوا دوران السيوف.. نصهم بيصلي عند الدعوة السلفية و النص التاني بيصلي عند الإخوان.

هي مش الفكرة من صلاة الجمعة و صلاة العيد إن المسلمين يتجمعوا كلهم مع بعض على اختلاف تفكيرهم و انتماءاتهم!!

هو دا ما يعتبرش نوع من (التحزب المذموم) إللي البعض بيتكلم عنه!!

ما هو طول ما احنا بنصلي الجمعة في الزوايا و بنتفرق على صلاة عيدنا (إللي هو عيدنا إللي بنقضيه مع بعض و بنتآلف فيه مع بعض).... يبقى ماحدش بقى يكلمني عن صحوة إسلامية

و على الناحية التانية كمان الإعلام بدأ يلمع التيار الصوفي علشان يواجه بيه التيار السلفي!!!!


داحنا هنشوف أيام!!!!!



الخميس، 14 يوليو 2011

لأني بحبك

لأني بحبك

بعيبك شتمتك

و همشي بسيرتك

يا بنت اللذينة

و لجل اما ترجع

زهرة شبابك

هدعي عليكي

بنبرة حزينة

هدعي و هكره

مِن قال آمين

و هصْرُخ بعزمي

بآهة و أنين

يا همي و غمي

و عشق السنين

يا دمي و أمي

و أكبر كمين

و هرجع أقوللك

يا بنت اللذينة

نفسي أشوفك

بطرحة و زينة

و مع ألف داهية

ييجي العريس

مناضل مثابر

مقطقط لذيذ

و يركع يقدم

أشيك خزينة

و نفتح نلاقي

خاتم رخيص!!ـ

ألعن و اسيبك

و أكسَّر في قلّة

و اعربد و أسكر

و أبلبع في كولّة

و أرجع أصالحك

و اقول إنتي فلة

أه يا حبيبتي

أسيبك لمين؟!ـ

و كل الديابة

أهُم طمعانين

و انا لا عمري ثوري

في حبك رهينة

أنا بس قروي

في قلب المدينة

تايه و بصْرُخ

يا بنت اللذينة

يا بنت اللذينة

يا بنت اللذينة

أحمد ثروت

14/7/2011

الأربعاء، 29 يونيو 2011

على أد فلوسك


لجل زيارة لاعتماد

قلنا ندوّر في البلاد

نبعت ليهم سندباد

يرجع لينا بالعتاد

**

جه بنظام جامد و متين

هيخلّي الطالب تنّين

جينا نطبّق.. هوب اتنين

قالوا: "نظام فاشل يا ولاد"ـ

**

كان عندنا مبنى التشريح

بقى باركنج واسع و مريح

أنا راجل واضح و صريح

ضد الظلم و الإفساد

**

عم محمد كان أنتيمي

كشك جميل تحت الأكاديمي

كان فيه مراية و قسم حريمي

شالوا الكشك و حطوا رخام

**

مبنى الميري دا مبنى قدير

ماعرٍفشي معني التطوير

نزلوا في الواجهة تكسير

و احنا بنينا "الدوريات"ـ

**

بقَى كلية طب مصون

مفيهاش ولا عنبر مضمون؟!!ـ

حد يقول: "بس يا مجنون"ـ

حد يقوللي دي ضلالات

**

و العيان لو جَيّ سعيد

يتعكنن من "عبده عبيد"ـ

ما هو شاري عنبر بعبيد

أما العدل فطق و مات

**

انت هناك على أد فلوسك

لو عاوز حقك هندوسك

خبّي آلامك جوة ف كوزك

و انزل ع الظالم دعوات

**

انت بتتعلم.. مجاني

و انت بتتعالج.. مجاني

اخرس ياض يابن الـ..مجاني

انتوا عبيد و احنا الأسياد



تمت

احمد ثروت

29/6/2011

الخميس، 9 يونيو 2011

المرآة المسحورة... قصة قصيرة

متماسكًا حاولت أن أصنع حفرة صغيرة في الأرض لأدس فيها مرآتي المسحورة. لم أستخدم أي أدوات في صنع الحفرة و إنما كانت أصابعي هي التي اخترقت التراب لتنقل ما تبقى من حلمي إلى مثواه الأخير الذي يستحقه؛ ذلك المثوى الذي قاتلت سنوات لإبعاده عني و عما كان حلمًا جميلًا يصبحني و يمسيني.

انتهيت من صنع الحفرة و أمسكت مرآتي المسحورة لأدفنها, لكني قبل دفنها توسلَت إليّ نفسي كي ألقي نظرة الوداع على مرآتي المسحورة التي رافقت دربي لسنوات. أدرت المرآة ناظرًا لوجهها اللامع فلم أجد شيئًا في البداية ثم ظهرت من بعيد في المرآة صورة مهزوزة لملامح أعرفها جيدًا لكني لم أستطع أن أميز هل تلك الملامح البريئة تبتسم أم تبكي؟ هل هي في أطيب حال أم هي قد أصابها مما يصيب الناس حين يعشقون؟ هل تلك الملامح تعرف العشق أصلًا أم أنها اعتادت أن تُعْشَق و لا تَعْشَق؟

ناوشني الفضول و مضيت أزيل الغبار من على وجه المرآة بطرف كمي دون جدوى فانهرت إلى جذع شجرة أتفكر و أتذكر؛ أتذكر أيامًا أتيح لي فيها أن أرى ذات الملامح البريئة رأي العين دون الحاجة إلى مرآة مسحورة, كانت تغدو و تروح أمامي و أنا أتعفف و لا أتكلم و إنما أحاول التقرب قليلًا قليلًا دون فائدة. كانت محاولات جس النبض طفولية لا تؤتي ثمارًا؛ فلم أعرف إذا كانت إجابة السؤال الذي لم أسأله هي نعم أم لا.

ثم جاء اليوم الذي رحلَت فيه هي, أو رحل فيه أنا أو رحل فيه كلانا. لا يهم أينا رحل لأن النتيجة أنه لم يتبق لي من تلك القصة إلا مرآة مسحورة أنظر فيها كلما اشتقت إلى أيام مضت و أفرح حينما تظهر على صفحة المرآة ما تيسر من ملامحها الهادئة الواثقة لتعيد إليّ بعض الأمل بأن إجابة السؤال الذي لم أجرؤ على سؤاله هي نعم, و أقول لنفسي لو قُدِّر لنا اللقاء بعد ذلك الفراق الطويل ربما أطرح عليها ذلك السؤال دون تحفظ.

ثم تختفي فجأة الملامح المهزوزة من فوق سطح المرآة و كأنها بخلت عليّ بذلك القليل الذي تلقيه إليّ بين الحين و الحين. يكاد حينها قلبي ينخلع و هو يتساءل عن صاحبة الملامح البريئة؛ كيف حالها الآن؟ و من يظهر لها حين تنظر في مرآتها المسحورة؟ هل أظهر أنا أم يظهر غيري؟ أم أنها –يا ترى- قد ألقت بمرآتها المسحورة منذ زمن بعيد فلم تعد تعبأ بأحد؟

كثيرًا ما جئت إلى هذا المكان و معي مرآتي المسحورة لأحفر قبرها بجوار نفس الشجرة, فإذا ما أوشكت على الانتهاء زينت لي نفسي أن ألقي النظرة الأخيرة على مرآتي فأجد على وجهها اللامع وجهًا أهاج بداخلي ما كنت أخفيه و أنكر وجوده, بعدها لا أقوى إلا على الاستناد إلى جذع الشجرة لأتفكر و أتذكر.

جاهدت في موقفي هذا دمعة حارقة كتمتها منذ زمن بعيد لكن الدمعة غلبتني أخيرًا و انطلقت من محبسها لتسقط حجرًا ثقيلًا على مرآتي المسحورة فأحدثت شرخًا مفاجئًا في صورة الملامح المهزوزة. لم أملك حين رأيت الشرخ إلا أن أجزع أشد الجزع و أن أنظر إليه مبهوتًا و هو يزداد و يطول ليقضي أكثر و أكثر على وجه المرآة اللامع فإذا ما انتشر فيه قفز إلى قلبي و شرخه و أدماه فلم أعِ إلا و أنا أجري إلى بيت صديقي طبيب القلوب, لا أعرف حينها هل أستنجد به لينقذ قلبي أم مرآتي. أمسكت المرآة المشروخة بيد و اعتصرت قلبي بالأخرى و اجتهدت كي أصل إليه قبل فوات الأوان.

توقفت لحظة عند بابه أستحضر شكواي التي سألقيها بين يديه؛ سأعطيه مرآتي و قلبي كي ينقذهما ثم أجلس إليه أروي له قصتي علّه يجد لصديقه حلًا يشفيه. لاحظت أن بابه مفتوح فدخلت لأجده أمامي باكيُا منهارًا و في يده مرآته المسحورة قد تحطمت منه و لا يقدر على إصلاحها. لم أتحمل مشاهدة صديقي المقرب على تلك الحال فمددت إليه يدي ليعطيني مرآته بيد يائسة. أخذت الحطام وكوّنته مرآة جديدة و نظرت إليها فلم أجد شيئًا في البداية. ثم ظهرت لي و له في مرآته ملامح لم أستغربها. إنها نفس الملامح البريئة التي تظهر مهزوزة في مرآتي. كانت الملامح في المرآة تبتسم لكن ابتسامتها لم تكن لي و لا لصديقي.

خرجت من لدن صديقي طبيب القلوب حاملًا مرآتي و معتصرًا قلبي إلى حيث الحفرة التي صنعتها من قبل. وقفت أمامها و رميت فيها مرآتي المسحورة دون أن ألقي عليها نظرة الوداع ثم انهرت إلى جذع الشجرة مستسلمًا لشرخ قلبي النازف.

تمت

أحمد ثروت السعيد

الاثنين، 30 مايو 2011

محنة الدستور


من تدابير القدر أن أقرأ في الأيام الماضية كتاب (محنة الدستور) للكاتب الصحفي الكبير محمد زكي عبد القادر. هذا الكتاب – الذي صدر عام 1955- يسرد فيه الكاتب رؤيته لفترة مهمة من تاريخ مصر؛ هي الفترة بين ثورة عراب 1881 م و حتى ثورة الجيش 1952 م محاولًا هو بذلك استقاء الفائدة من التجربة الديمقراطية لدستور 1923 م و للحياة السياسية التي تبعته من أجل التعرف على أسباب فشل تلك التجربة.

يقول الكاتب الكبير في مقدمة كتابه:

"هذا الكتاب وحي أمل في مستقبل مصر, و نبع قلب وعى الحوادث. و قلم عاش معها بكيانه....

و قد ضللنا في كثير من الأحيان معالم الطريق, و لكن وحي الفطرة السليمة في ضمير هذا الشعب هداه دائمًا – حتى و هو في أشد عهوده ظلامًا- إلى حيث ينبغي أن يسير.

و لكم أرجو أن تتيح لي الظروف القيام بدراسة أوفى للسياسة المصرية خلال العشرين سنة الماضية, فأن مثل هذه الدراسة أعظم ما تكون فائدة في كشف معالم الطريق للمستقبل, و حسبي الآن أن أقدم هذه اللمحات الموجزة..... إلخ"

الكتاب بحق وجبة دسمة جدًا و يمتلئ بالمواضع الغنية بالعبر و الجديرة بالنظر و التمعن و الاعتبار. خاصة مع الحديث عن إعلان دستور 1923 م و ما تعرض له من خروقات و تشويهات على مدار سنين طويلة. مرجعًا –المؤلف- أسباب فشل التجربة إلى الالتفاف على حكم الشعب و تعطيل الأحكام الدستورية و يلقي باللوم على كل من سمح بأي استثناء دستوري ساهم في تهميش قرار الشعب.

يتحدث الكاتب عن الانتخابات البرلمانية التي أعقبت إعلان الدستور مباشرة فيقول:

" و اكتسح الوفد المعركة اكتساحًا لم يسبق له مثيل"

"و كانت هذه الانتخابات بمثابة حكم أصدره الشعب على القيم الحقيقة للأحزاب, و القوى التي تقدمت تلتمس ثقته."

ثم يتحدث عن موقف المعارضة من الوزارة التي شكلت حينها قائلًا: "و مما يؤسف له أن المعارضة لم تتجه في كل الأحوال إلى الشعب, بل اعتمدت على القوى الخفية المناهضة للوزارة البرلمانية."

و يختتم الكاتب هذا الفصل بتلك الجملة: "و مهما يكن من أمر فإن هذه الحقوق التي حصل عليها الشعب في فجر الحياة البرلمانية, و كان المتوقع أن تزداد و تثبت و تتسع قد ألغيت فيما بعد, بل و حصلت السراي على حقوق أخرى ساعدت على هدم الحياة الدستورية و إضعافها إلى حد, كبير."

ثم ننطلق مع الكاتب في رؤيته للأحداث الجسيمة التي أعقبت ذلك, و هي كثيرة لكننا سنختار ثلاثة رجال تحدث عنهم الكاتب بشيء من الاستفاضة و كأنه يٌحَمِّلهم الكثير من ذنب تدمير الحياة السياسية في مصر. هؤلاء الثلاثة هم بالترتيب: محمد محمود, و إسماعيل صدقي, و أخيرًا علي ماهر. هؤلاء الثلاثة تولوا رئاسة الوزراء في ظروف ضربت بالدستور عرض الحائط لأن كلًا منهم جاء إلى سدة الرئاسة دون أن يكون له أي رصيد جماهيري لدى الشعب بل تم تصعيدهم لذلك المنصب نكاية في الأغلبية و خرقًا صريحًا لمواد الدستور.

المثير أن الكاتب لم ينف عن هؤلاء الثلاثة فضيلة الوطنية و الكفاءة. بل إنه افترض أن دافع هؤلاء كان رؤيتهم الخاصة بأن ما يفعلونه هو الصالح للبلاد ناسين بذلك أن الأشخاص زائلون و الوطن باقٍ.

فلتناول حديث الكاتب عن وزارة علي ماهر التي أعقبت تولي الملك فاروق العرش حيث يقول فيما بخص موقف علي ماهر تجاه الأغلبية:

" و الذي لا شك فيه أن علي ماهر لم يكن ذا اتجاه شعبي, بل لعله كان يشعر أن أصحاب الأغلبية الشعبية مفسدون يحسن اقصاؤهم عن حقهم الدستوري. و لما لم تكن له وسيلة للحصول على التأييد الشعبي فقد جعل وسيلته التوسيع في سلطة الملك الشاب.... , و من ثم يستطيع أن يهييء لنفسه الفرصة للحكم و إخراج آرائه في الإصلاح إلى ضوء التنفيذ."

ثم يقول الكاتب هذه الجملة المهمة:

"و لن يستطيع أحد أن يلتمس له العذر في سياسته بحجة أن الأغلبية الشعبية كانت تخطئ أو تسيء التصرف فيما منحت من سلطة. فإن هذه الأغلبية مردها إلى الشعب و إذا كانت الأغلبية في وقت من الأوقات مخطئة فإنها لن تدوم أبدا و سينتبه الشعب إلى أخطائها, و يحرمها من ثقته ثم يعطيها إلى من يستحقها. و كل دساتير العالم تعثرت. و كل الشعوب أخطأت ثم تعلمت."

و نهاية يُجْمِل الكاتب ما جناه هؤلاء الثلاثة في حق الوطن و يختتم كلامه في تلك النقطة بفقرة خطيرة و مهمة جدًا لخص فيها سبب المأساة فيقول:

"و سيروي التاريخ عشرين سببًا لانهيار النظام الملكي. و سيحمل فاروق و تصرفاته الأخيرة أثقل التبعات, لكن الإنصاف يتطلب أن نرجع بالأدوار إلى أصولها و المتاعب إلى اليوم الذي بدت فيه و كأنها بريق الأمل و الإصلاح, و إلى الرجال الذين, مهما تكن نياتهم حسنة, فقد حكموا على الأمور حكمًا شخصيًا محضًا, و جعلوا مصالحهم و آراءهم الخاصة في قاع تفكيرهم و هم يقررون مصير شعب بأسره, جيله الذي مضى و أجياله القادمة.

و لو آمنوا أن السلطة في يد الشعب لا خوف منها, حتى و لو أساء استعمالها, لما وقعوا فيما وقعوا فيه من أخطاء و لتغير تاريخ الكفاح الدستوري, بل لتغير تاريخ النظام الملكي كله في مصر."


كانت هذه عبرة حاولنا استخلاصها من التجربة الديمقراطية تلك لعلها تعيننا, هي و غيرها من العبر, على الاجتياز بتجربتنا الديمقراطية الوليدة إلى بر الأمان. اقرءوا هذا الكتاب و غيره من صفحات التاريخ لعلنا نجد فيهم الكثير و الكثير.

تمت

أحمد ثروت السعيد

29/5/2011


الأحد، 8 مايو 2011

غسيل في بلكونة مواطن

الكورتيزون مادة موجودة داخل جسم الإنسان تعمل على توازنه على مدار اليوم. و هو أيضًا أحد أشهر الأدوية و أوسعها انتشارًا و من أكثر ما يساء استخدامه في عالم الطب. الكورتيزون بالمناسبة ليس علاجًا شافيًا -إلا مع أمراض بعينها- لكنه يستطيع بفعل خصائصه السحرية طمس أعراض المرض عن طريق إضعاف رد فعل الجهاز المناعي تجاه مسبب المرض فيشعر المريض بالتحسن لبعض الوقت نتيجة اختفاء الأعراض دون أن يكف مسبب المرض عن العبث داخل الجسم. بالطبع لا يحدث هذا مع كل الأمراض لكن مع قطاع كبير منها.

المهم احتفظوا بتلك المقدمة في أذهانكم لأني سأعود إليها بعد أن أحكي لكم عني أنا و صديقي محمود حين كنا نتضاحك في يوم من أيام الثانوية و نحن نستحضر خطاب السادات الذي قال فيه: "غسيل في بلكونة مواطن بينقط على غسيل في بلكونة المواطن اللي تحتيه.. و الظاهر إنها كانت ميّة مش ولا بد.. إلخ" كنا نتعجب من ذكاء الرئيس السادات و قدرته على المرور من أزمة الفتنة الطائفية بخطاب عجيب عرفنا فيه لأول مرة أن (الغسيل ممكن ينقط ميّة مش ولا بد)... "هو فيه غسيل في الدنيا بينقط ميّة مش ولا بد برضه؟" قالها صديقي محمود.

هكذا أعطى السادات أول جرعة كورتيزون للشعب المصري, و استطاعت الجرعة إخماد التهابات الفتنة الطائفية دون أن تقضي على مسبب المرض.

و كأي مريض يتناول الكورتيزون؛ ارتاح الشعب المصري لاختفاء العرض و شرع الحكام على مدار أربعين عامّا إلى تكرار جرعات الكورتيزون؛ ربما لأنهم لم يمتلكوا شجاعة وأد الفتنة الطائفية في مهدها استخدموا قبلات الشيوخ و القساوسة و الاحتفالات المشتركة و الكلمات الرنانة للتغطية على أي مشكلة تطرأ على العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؛ عنصرَي الأمة.

لا يضر أي فرقتين أن تطرأ بينهم الخلافات و التضاربات من حين لآخر لأن تلك هي طبيعة الاختلاف. و لا يضر أيًا من الفرقتين أن تتصارح مع الإخرى ليتوصلا إلى الحق و العدل في العلاقة المشتركة. إن العلاج بالمسكنات هو الذي خلق مجتمعًا مترهلًا مشققًا هشًا مكتئبًا ضعيفًا؛ و هي بالمناسبة نفس الأعراض الجانبية للعلاج بالكورتيزون على المدى الطويل.

إننا اليوم أمام اختبار لوأد الفتنة و للخروج من مستنقع الطائفية. علينا اليوم أن نكشف الحقيقة كاملة دون تزييف لنعرف جيدًا كيف ستسير العلاقة بين المسلمين و المسيحيين خلال العقود و ربما القرون القادمة من عمر مصر. علينا اليوم أن نعرف من يروج الشائعات أو من يخفي الحقائق حتى لا تبقى الضغائن و لا يندس الحاقدون. علينا أن نتوقف فورًا عن استخدام منطق الكورتيزون في التعامل مع قضية عنصرَي الأمة. أعرف أن بعض أصدقائي سيقولون أن الكورتيزون في الطب يتم سحبه بشكل تدريجي. هو كذلك فعلًا لكن كورتيزون الشعوب يختلف عن الكورتيزون الحقيقي

أحمد ثروت

8/5/2011


الخميس، 14 أبريل 2011

من كتاب كليلة و دمنة: ما يفسد أمر السلطان

قال دمنة:
إنما يؤتى السلطان ويفسد أمره من قبل ستة أشياء: الحرمان والفتنة والهوى والفظاظة والزمان والخرق.

فأما الحرمان فأن يحرم صالح الأعوان والنصحاء والساسة من أهل الرأي والنجدة والأمانة، وترك التفقد لمن هو كذلك.

وأما الفتنة فهي تحارب الناس ووقوع الحرب بينهم.

وأما الهوى فالغرام بالحدث واللهو والشراب والصيد وما أشبه ذلك.

وأما الفظاظة فهي إفراط الشدة حتى يجمح اللسان بالشتم واليد بالبطش في غير موضعهما.

وأما الزمان فهو ما يصيب الناس من السنين والموت ونقص الثمرات والغزوات وأشباه ذلك.


وأما الخرق فإعمال الشدة في موضع اللين، واللين في موضع الشدة.

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

أنا.. و عرابي.. و المستقبل






هذه التدوينة كان اسمها يوم الخميس الماضي (أنا و عرابي و القلق) و كنت أنتوي أن أبث فيها بعض القلق الذي ساورني للحظات حول مستقبل هذا الوطن؛ وطني. في الحقيقة أعترف أنني عجزت ليلة الخميس الماضي عن التنبؤ بما ستحمله شمس الجمعة لمصر, و تجددت عليّ خواطر راودتني في الأيام القليلة السابقة تتعلق بنبوءة الرئيس مبارك التي قال فيها أن استقالته من منصبه الآن تعني الفوضى.

لا تنزعجوا فأنا لم أقتنع بتلك الكلمات لكن احتمال الواحد في المائة أن تتحقق تلك النبوءة ذكّرني بحالة مشابهة؛ الزعيم أحمد عرابي. أحمد عرابي الذي قال: "إننا سوف لا نورث بعد اليوم"... و للأسف لم يأت ذلك اليوم إلا الجمعة الماضية.

بالتأكيد الزعيم أحمد عرابي كان يحمل من الوطنية ما يفوق أقرانه, و بالتأكيد ثورته نجحت في بدايتها إلى أن انقلب كل شيء على رأسه و انتهت آمال الثورة باحتلال بريطاني عمره زاد عن السبعين عامًا.

تلك الخواطر التي أهاجت بعض القلق في قلبي هي الآن التي تزيدني إصرارًا على استكمال ما بدأته الثورة المباركة, هي الآن التي تجعلني أتطلع إلى مستقبل مزدهر أمضي فيه بروح (ثورة اللوتس) , و يمضي فيه الآخرون كلٌ في مكانه؛ الطبيب في مشفاه, المهندس في موقعه, الشرطي في درء المخاطر, القانوني في إعادة حقوق المصريين, و المثقف في النهوض بعقليات العامة. قد يكون ذلك الحلم ضربًا من اليوتوبيا (المدينة الفاضلة) لكني أؤمن بشدة أن اليوتوبيا إنما جُعِلَت لنسعى إليها جاهدين بلا كلل أو ملل فنصل إلى أقرب نقطة منها, تلك النقطة غالبًا لن تكون المدينة الفاضلة لكنها بالتأكيد ستكون النقطة التي نستحق أن نقف عندها على قدر ما بذلناه من جهد و إخلاص.

في مخيلتي الآن موقف واحد و مشاعر متناقضة؛ أتخيل نفسي بعد سنين مجالسًا ابني الذي يفتح كتابه المدرسي على صفحة (ثورة اللوتس 2011), أتخيل نفسي كذلك و أنا أحمل من المشاعر أحد صنفين؛ الفخر أو الخجل.

هل سيجلس ابني على فخذي فأضمه إليّ و أحكي له بكل فخر كيف صنعنا مجد ذلك الوطن و كيف أصر جيلي أن يبني نهضة أنت -يا بني- تعيش فيها الآن؟ هل سأروي له ما تعرض له والده و أقرانه من كذا و كذا؟ كيف فعلنا كذا و ما هي الأخطار التي واجهناها؟ هل سأبث فيه روح الثورة المباركة ليتخذ هو مني قدوة يستكمل على خطاها بناء صرح مصر العظيم الذي يعلو فوق كل الصروح؟

أم....

أم سيعتريني الخجل و الأسف؟ يعتريانني حين أعتذر لابني و أقسم له بأغلظ الأيمان أن جيلي لم يرد إلا أن يصنع غدًا أفضل له, لم نقصد يا بني أبدًا أن نسلمك وطنًا مكسور الجناح تنهشه الذئاب و الضباع, لم نقصد يا بني أبدًا أن نستبدل (جون) العسكري الانجليزي الذي قتله الفدائيون في كل الأفلام القديمة بـ(جون) العسكري الأمريكي الذي تستدرجه إحدى الراقصات إلى حيث تقتله أنت و تهرع لتختبئ في بيت يسكنه حسين صدقي و زبيدة ثروت. أردنا يا بني أن نمضي بمصر خطوات للأمام لا أن نعود مثلها للخلف, كنا نود لو سلمناك وطنًا عاليًا شامخًا لا أن نسلمك تركة ثقيلة فتقصم ظهرك الشاب. كنت أريد أن أفتخر أمامك لا أن أعتذر لك.

قد تكون خاطرة مزعجة بالفعل , لكن على الرغم من أن تلك الخاطرة قد بهتت بما فيها من قلق على قلبي للحظات قليلة إلا أنها بعد ذلك زادتني إصرارًا و تطلعًا نحو مستقبل مزدهر سنمضي فيه -إن شاء الله- بعجلة ثورة اللوتس التي لم تنتهِ بل بدأت.

أنا لن أتهاون أبدًا في رفعة هذا الوطن و سأمضي في مجالي ممسكًا بزهرة اللوتس في كفي و واضعًا مستقبل ابني أمام عينيّ, عليّ الآن أن أختار بين أن أروي لابني بكل فخر ما فعلناه و ما واجهناه في 25 يناير 2011؛ و بين أن أنظر إليه دامعًا و متأسفًا حين يدخل عليّ وجلًا و يداه ملطختان بدماء (جون) العسكري الأمريكي.


تمت
أحمد ثروت
14/2/2011


ثورة اللوتس هو أحد أسماء ثورة 25 يناير 2011

الاثنين، 7 فبراير 2011

الذين ذاقوا البسبوسة... 2001-2005



كنت صغيرًا حين قال لي أحد الذين تربيت على كلماتهم: "إذا أردت أن تعطي أحد الفقراء طعامًا فلا تعطه قطعة بسبوسة لأن طعمها سيظل في فمه بقية عمره و سيضحى ناقمًا على أحواله حينما يجد نفسه غير قادر على توفير قطعة أخرى". منذ ذلك الوقت اتخذت تلك الكلمات -على بساطتها- منهاجًا لي في الكثير من المواقف المشابهة؛ لا تمنح أحدًا شيئًا إذا كنت ستحرمه منه بعد ذلك.

و بنفس المنطق مرت الأحداث على مصر في العشر سنوات الأخيرة, و أغلب الظن -بل المؤكد- أن صناع القرار في مصر لم يفطنوا إلى تلك الكلمات البسيطة التي قالها شخص ربما تمر أمامه عشرات المرات و لا يسترعي انتباهك, و أغلب الظن أنهم حتى لو سمعوها سيحصرونها -و فقط- في قطعة البسبوسة التي ذاقها الفقير.

تناسوا أن بسبوسة الشعوب هي "الحرية".

في بداية القرن الحالي بدأ يلفت انتباهنا نوع جديد من الدعايات الإعلانية التي تلعب على أوتار شحذ همم الشباب و حثهم على المشاركة الإيجابية في رفعة الوطن, و كان باكورة إنتاج ذلك الفكر هو إعلان طويل عبارة عن أغنية يخاطب فيها المطرب شباب النيل؛ "شباب النيل أوام بينا", و تزامن هذا الإعلان مع صعود نجم مجموعة من القيادات في الحزب الوطني عُرِفوا بـ"الحرس الجديد" تبنوا أفكارًا تحمل إصلاحات إقتصادية و أخرى سياسية, و ظل ذلك الإعلان يتردد في أذهان كل شاب و يلعب بعواطفه. و الحقيقة كنت أنا أحد الشباب الذين ملأهم الإعلان بالحماسة و الأمل.

ثم هل علينا العام 2004؛ و هو العام الذي ذاق فيه الشعب المصري طعم الحرية -البسبوسة-. ذلك العام بالتحديد شهد حالة غير مسبوقة من الحراك السياسي في مصر؛ فظهرت حركة (كفاية) و في المقابل تغيرت لغة الإعلام الحكومي المصري تمامًا لتظهر علينا برامج التوك شو مثل برنامج (حالة حوار) و غيره من البرامج التي تناولت مواضيع لم نكن نتخيل يومًا أننا سنشاهدها في إعلامنا الحكومي. لكن ما أطلق قطار الحراك السياسي فعلا هو الخطاب الذي ألقاه الرئيس مبارك و فاجأ فيه الجميع بإعلانه أنه طلب من مجلس الشعب تعديل المادة 76 من الدستور لفتح باب الترشح في انتخابات الرئاسة أمام من يرى في نفسه القدرة على ذلك, يومها قامت الدنيا تصفق و ضرع (المطبلاتية) بالتطبيل للقرار التاريخي, و شهدت مصر حالة من الحراك السياسي غير متوقعة, و نفاجأ بأن التليفزيون الحكومي يستضيف أشخاصًا مثل أحمد منصور المحاور بقناة الجزيرة!! و تسابقت برامج التوك شو في استضافة رموز المعارضة يتحدثون عن أحلامهم و طموحاتهم, و ظهرت مجموعة كبيرة من الإعلانات التي تشبه "شباب النيل", و مجموعة أكبر من الأغنيات في تمجيد الوطن و شبابه.

و ذاقت مصر طعم الحرية؛ البسبوسة....

لكن ماذا حدث في 2005؟

النصف الأول من ذلك العام كان امتدادًا لحالة الحراك السياسي التي استمرت حتى أتى موسم الانتخابات الذي شهد بداية انهيار الحراك السياسي و وضح فشل الفكر الجديد في جذب تأييد الشعب المصري في المراحل الأولى لانتخابات مجلس الشعب الذي فازت في جماعة الإخوان المسلمين بمعظم -أو كل- المقاعد التي تنافست عليها مما هدد بفقدان الحزب الوطني لأغلبية الثلثين في المجلس فتدخل بشكل سافر في المرحلة الثالثة ليحسم باقي المقاعد له و يملأها بأسماء نواب لم نسمع عنهم من قبل.

أما إذا عدنا إلى تعديلات المادة 76 الخاصة بانتخابات الرئاسة فأنا أذكر جيدًا صراخ المعارضة داخل المجلس القديم (2000-2005) اعتراضًا على تلك التعديلات و أذكر أيضًا أن د/ أيمن نور ترك الجلسة و خرج معترضًا, أذكر أيضًا أنه لم يعد إليه في انتخابات مجلس الشعب 2005, أما انتخابات الرئاسة في نفس العام فقد تم قبول أوراق عشرة مرشحين؛ الأول فاز بنسبة تفوق 86% (امتياز) و الثاني أودع السجن بعدها بشهور و الثالث فشل في قيادة حزبه فانقلب عليه, أما السبعة الباقون فلا نعرف عنهم شيئًا لا قبل الانتخابات و لا بعدها سوى أن أحدهم قيل أنه أعطى صوته للرئيس مبارك!!

و منذ ذلك التاريخ و حتى الآن استأسد أصحاب الفكر الجديد و سيطر أصحاب النفوذ و ازداد (المطبلاتية) تطبيلًا و توالت المصائب على أبناء الشعب بداية من العبّارة (السلام 98) إلى غيرها في قائمة طويلة ساهم فيها غياب العدل و استشراء الفساد....

أما الشباب؛ ففقدوا -أو كادوا يفقدون- الإحساس بتلك الكلمات الرنانة التي تطلقها إعلانات الفكر الجديد و لم تحركهم الأغنيات الوطنية مثل (ماشربتش من نيلها), و توالت الأحداث حتى وصل الأمر إلى طريق مسدود. ما حدث في الـ6 سنوات الأخيرة قد يكون موضوع تدوينات أخرى لكنكم تعرفونها أكثر مني بالتأكيد.

و ختامًا؛ سيدي الرئيس؛ لقد أذقت شعبك طعم الحرية في 2004 فظل طعمها عالقًا بحلوقهم, ثم حرمتهم منها 6 سنوات فتعطشوا إليها و حلموا بها؛ لذا لا تتعجب -سيادة الرئيس- حينما تراهم يقاتلون طمعًا في اكتساب قطع جديدة من البسبوسة؛ الحرية.
تمت
أحمد ثروت
8/2/2011


فيديو إعلان شباب النيل
http://www.youtube.com/watch?v=2S791yo4p98


الجمعة، 4 فبراير 2011

خواطر 2: فليكن!!


هو يعني هتفرق أوي لو جروب (خالد سعيد) طلع فشنك؟؟ أو إن القاعدة هي اللي في ميدان التحرير؟؟؟

هتفرق يعني لو فيه فعلا أجندات إيرانية حمساوية سلفية أمريكية إسرائيلية أوروبية إخوانية لضرب استقرار مصر؟؟

هتفرق يعني مين اللي خرب و نهب؟؟؟


بالنسبالي مش هتفرق فيما يخص وجوب التغيير!!!!


مش هتفرق لأني لما اتظاهرت كنت بعبر عن قناعتي الشخصية البحتة... و وجود من يحاولون الانقضاض على الثورة شيء طبيعي جدا


أنا على فكرة ما كنتش مشترك في صفحة خالد سعيد قبل المظاهرات, و مش كل حاجة بسمعها بصدقها الحمد لله.... لكن اللي شفته بعيني و اللي أفهمه بمخي يخليني مستفَز جدا من المطبلاتية و بيزيد عندي القناعة بإن النظام مش عاوز يفهم....

ما سمعوناش لما كل واحد قال رأيه و قالوا آراء فردية

اتكونت مجموعات و حركات على مدار 6 سنوات... قالوا قلة مندسة

الآلاف نزلت.... قالوا مابيعبروش عن جموع الشعب

بقينا 10 مليون في الشارع... و برضه يقول لك أجندات خارجية


فليكن!!


أجندات أجندات... دا لا يغير أي شيء بالنسبالي

أيوة مش المتظاهرين اللي حرقوا الاقسام و العربيات.. و دا لا يغير شيء بخصوص قناعتي الشخصية بضرورة رحيل النظام

أيوة فيه اللي دخلوا على الخط و دا طبيعي في أي حركة شعبية... و ازدياد الاضطرابات بسبب عِند النظام.. أما الشباب اللي في الشارع مالهمش أي ذنب

أيوة فيه ناس بتحاول تنط على أكتاف الثورة... و دا برضه لا يغير من الأمر شيء لأن الفيصل بيني و بينهم هو صندوق الاقتراع إن شاء الله

أيوة فليكن أي حد عميل دا لا يغير أبدا من قناعتي بالتغيير... و مكابرة النظام هي اللي بتغذي الاتجاهات دي مش حد تاني


النوت دي ممكن تكون مكتوبة بسرعة شوية بس هو دا اللي عاوز أقوله

و أخيرا: ربنا يحفظ مصر و يهدينا جميعا للصواب... أمين

الأربعاء، 2 فبراير 2011

الغلام راعي الغنم!!!


و احنا صغيرين علمونا قصة الغلام اللي كان بيرعى الغنم!!

في يوم جرى على أهل قريته و قالهم " الذئب هجم على غنمي"
صدقوه و راحوا معاه لقوه بيكذب

في يوم تاني جري على أهل قريته.... "الذئب هجم على غنمي"
و طلع برضه بيكدب

و تالت مرة...

و رابع...

و خامس....

لحد في يوم من الأيام الذئب هجم عليه فعلا!!

جرى على أهل قريته... "الذئب هجم على غنمي"

ماحدش صدقه

"طب تعالوا شوفوا"

برضه مفيش

"طب أنا عرفت غلطتي و هصالحكوا"

برضه ماحدش صدقه لحد لما الذئب أكل غنمه!!!


الخلاصة:

هو لما الكذاب يحلف بأغلظ الأيمان إنه صادق و إنه محتاج فرصة تانية و إنه هيعمل و يسوي في شهور اللي ماعملوش في سنين... و برضه الناس ماتصدقوش!! ساعتها يبقى الغلط في مين:

في الكداب و لا في اللي ماصدقهوش؟؟؟


على رأي اللي قال:
" خليهم يتسلوا"


أحمد ثروت

الاثنين، 24 يناير 2011

لتسكنوا إليها



مما يعجبني في دراسة الطب هو ذلك الأسلوب في التفكير الذي يتسم بالحكمة و العمق و الروية و دراسة الأمور من كل جوانبها, و تلك الصفات -بالمناسبة- تلتصق بعدد لا بأس به من طلبة الطب مما يُسْتَدَل به على أن الأمر ليس مجرد صدفة أن يوصف الطبيب بالحكيم.

منذ فترة قابلت صديقًا عزيزًا لم أره منذ فترة طويلة ثم جاء اللقاء دون تخطيط مسبق من أي منا, و هو شخص يتميز بأنه مستمع جيد و مفكر محترم, تختلف معه -قليلًا أو كثيرًا- لكنك لا تملك إلا أن تحترمه و تستمتع بالدقائق المتاحة للحديث معه و مناقشة العقل بالعقل و الحجة بالحجة في أسلوب حضاري قلما تجده بين الناس.

كان محور حديثنا حول دور المرأة في المجتمع و جدوى خروجها للعمل, و كان ما اتفقنا فيه بدايةً هو أن مسئولية المرأة تجاه بيتها تعلو كثيرًا فوق أي شيء آخر, و لكن هل مجرد خروج المرأة للعمل سيؤثر حتمًا على رعايتها لبيتها و أبنائها؟ كان رأيه الإيجاب, أما أنا فأثرت نقطة الوضع الاقتصادي للأسرة في مصر الذي يحتم -من وجهة نظري- خروج المرأة للعمل بجانب الرجل.

و هنا أثارت عقولنا تساؤلات حول قوامة الرجل في تلك الحالة و موقف الرجل إذا كانت زوجته تفْضله في العمل أو تسبقه في السلم الوظيفي؛ و هو ما يمثل بالتأكيد جرحًا لكرامة الرجل و كبريائه, و أما تلك المعضلة أخذنا نقلِّب الأمر يمينًا و يسارًا و ننظر إليه من كل الأوجه إلى أن وصل كل منا إلى رؤية مناسبة للوضع رآها حلًا للمعادلة الصعبة.

و رأيي أنه مهما كان حجم التناقض أو المشاكل بين الزوجين -و هي موجودة بمختلف أشكالها بين كل الأزواج- فإن حل تلك المسألة يرجع إلى (الأصل الطيب) للزوجين و حسن تربيتهما من البداية..... إن المرأة بذكائها الأنثوي المغروس بها و حرصها على بيتها و زوجها تستطيع أن تحفظ لرجلها كرامته و أن تسَرِّي عنه حين يعود لبيته منهكًا مكتومًا... هي -بذلك الذكاء- تستطيع أن تروض رجلها و تحفظه مما ينال من كرامته و تحفظ لنفسها - في ذات الوقت- الأمان في كنف رجل تحبه و يحبها, تسكن إليه و يسكن إليها, تحفظه و يحفظها.

أما الرجل؛ فعليه -أول ما عليه- أن يجتث من داخله أي شعور بالغيرة قد يدفعه ليعرقل مسيرة زوجته المشَرِّفة له و لها, تلك الغيرة التي تحيل البيت إلى جحيم ينشغل فيه الآباء بصراعاتهم عن الاعتناء بأبنائهم و تربيتهم في جو سليم, على الزوج أن يحيل تلك الغيرة إلى دافع للعمل الدؤوب حتى و إن لم يصل إلى مستوى زوجته في السلم الوظيفي أو المرتب.... إلخ.. لكنه في النهاية سيضْحَى ذلك الرجل الشهم المسئول الذي يحب زوجته و بيته و يذود عنهما.

و ختامًا؛ فإن غياب صفة الأصل الطيب و المعاشرة الحسنة في أي من الزوجين - و حتى مع المشاكل الصغيرة التي تقابل أي بيت يوميًا- ستؤدي حتمًا إلى استحالة العيش بينهما و تدمير ذلك البيت بشكل أو بآخر و إن كان -ظاهريًا- خالٍ من المشاكل.

تمت
أحمد ثروت
25/1/2011