السبت، 12 يناير 2013

عم يتحدث أهل النوبة؟؟


تمر في هذه الأيام الذكرى الثالثة و الخمسون لخطاب الرئيس جمال عبد الناصر الذي وجهه إلى أبناء النوبة يحثهم فيه على ترك القرى التي سيغرقها طوفان السد العالي, و الهجرة إلى حيث أعدت الحكومة -أو قيل أنها أعدت- السكن الملائم لهم.


لم يكن هذا التهجير هو الأول لأبناء النوبة. سبقه تهجير مع بناء خزان أسوان و آخر عند تعليته؛ أيام وزارة إسماعيل صدقي باشا, و سبقتها أيضًا هجرات منفصلة لأبناء النوبة طلبًا للرزق في باقي مدن مصر المختلفة.

لماذا النوبة؟

- أهل النوبة مكون أساسي من مكونات المجتمع المصري عبر العصور. تضحياتهم التي أنتجت بحيرة ناصر لا تنكر. و اختلاطهم بأهل باقي مدن مصر أكسب تلك المدن بهجة تعرفها بمجرد النظر في وجوههم السمراء الهادئة.

أعرف أربعة على الأقل ينحدرون من أصول نوبية. كلهم على قدر كبير من الثقافة و تميز الرأي. و أرى أبناء النوبة في مدينتيّ القاهرة و الأسكندرية قد بدأوا يعملون على التعريف بالثقافة و الموروثات النوبية, و نشرها بين أبناء الوطن.

 في الأدب النوبي تجد دائمًا الحديث عن الهجرة و التهجير و الاغتراب عن الاوطان. النوبي يحن إلى قريته التي تركها مهما طال البعد. أهل النوبة يمتازون بقوة التحمل في مواجهة تقلبات المعيشة. و هم مع ذلك طيّبي العِشرة إلى حد كبير.

فيم يفكر أهل النوبة؟
- اليوم؛ بعد مرور خمسين عام على معاناة تهجير السد العالي, ماذا حدث لأهل النوبة؟ ما الذي تبقى من ألم الهجرة؟ فيم يفكر النوبي؟ مم يعاني؟ من يلوم؟ و علام يلومه؟

لا أزعم أنني أعرف إجابة أي سؤال مما سبق, لكن من حقهم علينا أن نسأل و أن نعرف و أن ننشغل بهم.