يروى ان قلبا اعتاد أن يزوره أصدقاؤه بين الحين و الآخر, يستقبلهم و يكرمهم و في المقابل يهنأ بقربهم, و كثيرا ما كان يزوره نور ترافقه ابتسامة صافية راضية؛ فيشع ذلك النور الإلهي الضياء في جنباته وتأتي الابتسامة بالبهجة فتوزعها على حجراته الأربعة, ثم بعد ذلك يأتيه الدم من كل مكان لينال حظه من ذلك الضياء و تلك البهجة, حتى إذا نال كفايته جري يوزع من نوره و بهجته هنا و هناك حتى ينتشي الجسم و يبتهج استعدادا لاستقبال يوم جديد يحدوه الرضا و الرجا و الأمل.
ثم حدث أن فترت العلاقة بين القلب و النور الإلهي, و ازداد الفتور شيئا فشيئا حتى انقطع النور عن زيارة القلب, و بدأ الضياء يخفت في حجرات الأخير حتى اختفى, و القلب يصبح كل يوم منتظرا أن تزوره الابتسامة فتهديه شيئا من البهجة يعينه في ظلامه, حتى إذا حل الليل جاءه الدم يطلب من نصيبه فلا يجد؛ فيعود بطيئا حاملا من ظلام القلب ما يلقيه على باقي أنحاء الجسم فلا يجد أي عضو إلا ظلاما لا يرى فيه أملا.
و ذات يوم التقى القلب و الابتسامة فجرى وراءها و ناداها:
- ألا تذكريني؟
- أكيد, كيف حالك؟
- مشتاق إليك و معاتبك.
- ولمَ العتاب؟
- لبخلك على بالزيارة, اما تعرفين أني ابتهج بكِ؟
- بلى, لكنك من هجرتنا.
- هجرت النور, لكن انت....
- النور زوجي؛ ولا يصح أن أفارقه.
- لكني أحبك.
- و أنا احب قربك, لكن ليس من غير زوجي!! اترضى لي أن أزورك بدونه؟!
- و انتِ, أترضين لي التعاسة؟
- و هل إن زرتك و أهديتك من بهجتي؛ هل ستراها في ظلامك؟
- لكن....
- صديقي العزيز, صالح زوجي آتيك بكل سرور.
- (شاردا) حسنا, وداعا.
- (مبتسمة) بل قل؛ إلى لقاء قريب إن شاء الله.
قالتها و مضت لترافق زوجها, بينما وقف هو صامتا لبعض الوقت ثم ذهب يبحث لنفسه عن ابتسامة مصطنعة.
تمت
أحمد ثروت السعيد
14-6-2009
ثم حدث أن فترت العلاقة بين القلب و النور الإلهي, و ازداد الفتور شيئا فشيئا حتى انقطع النور عن زيارة القلب, و بدأ الضياء يخفت في حجرات الأخير حتى اختفى, و القلب يصبح كل يوم منتظرا أن تزوره الابتسامة فتهديه شيئا من البهجة يعينه في ظلامه, حتى إذا حل الليل جاءه الدم يطلب من نصيبه فلا يجد؛ فيعود بطيئا حاملا من ظلام القلب ما يلقيه على باقي أنحاء الجسم فلا يجد أي عضو إلا ظلاما لا يرى فيه أملا.
و ذات يوم التقى القلب و الابتسامة فجرى وراءها و ناداها:
- ألا تذكريني؟
- أكيد, كيف حالك؟
- مشتاق إليك و معاتبك.
- ولمَ العتاب؟
- لبخلك على بالزيارة, اما تعرفين أني ابتهج بكِ؟
- بلى, لكنك من هجرتنا.
- هجرت النور, لكن انت....
- النور زوجي؛ ولا يصح أن أفارقه.
- لكني أحبك.
- و أنا احب قربك, لكن ليس من غير زوجي!! اترضى لي أن أزورك بدونه؟!
- و انتِ, أترضين لي التعاسة؟
- و هل إن زرتك و أهديتك من بهجتي؛ هل ستراها في ظلامك؟
- لكن....
- صديقي العزيز, صالح زوجي آتيك بكل سرور.
- (شاردا) حسنا, وداعا.
- (مبتسمة) بل قل؛ إلى لقاء قريب إن شاء الله.
قالتها و مضت لترافق زوجها, بينما وقف هو صامتا لبعض الوقت ثم ذهب يبحث لنفسه عن ابتسامة مصطنعة.
تمت
أحمد ثروت السعيد
14-6-2009
۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾
صدق الله العظيم