الأربعاء، 29 يونيو 2011

على أد فلوسك


لجل زيارة لاعتماد

قلنا ندوّر في البلاد

نبعت ليهم سندباد

يرجع لينا بالعتاد

**

جه بنظام جامد و متين

هيخلّي الطالب تنّين

جينا نطبّق.. هوب اتنين

قالوا: "نظام فاشل يا ولاد"ـ

**

كان عندنا مبنى التشريح

بقى باركنج واسع و مريح

أنا راجل واضح و صريح

ضد الظلم و الإفساد

**

عم محمد كان أنتيمي

كشك جميل تحت الأكاديمي

كان فيه مراية و قسم حريمي

شالوا الكشك و حطوا رخام

**

مبنى الميري دا مبنى قدير

ماعرٍفشي معني التطوير

نزلوا في الواجهة تكسير

و احنا بنينا "الدوريات"ـ

**

بقَى كلية طب مصون

مفيهاش ولا عنبر مضمون؟!!ـ

حد يقول: "بس يا مجنون"ـ

حد يقوللي دي ضلالات

**

و العيان لو جَيّ سعيد

يتعكنن من "عبده عبيد"ـ

ما هو شاري عنبر بعبيد

أما العدل فطق و مات

**

انت هناك على أد فلوسك

لو عاوز حقك هندوسك

خبّي آلامك جوة ف كوزك

و انزل ع الظالم دعوات

**

انت بتتعلم.. مجاني

و انت بتتعالج.. مجاني

اخرس ياض يابن الـ..مجاني

انتوا عبيد و احنا الأسياد



تمت

احمد ثروت

29/6/2011

الخميس، 9 يونيو 2011

المرآة المسحورة... قصة قصيرة

متماسكًا حاولت أن أصنع حفرة صغيرة في الأرض لأدس فيها مرآتي المسحورة. لم أستخدم أي أدوات في صنع الحفرة و إنما كانت أصابعي هي التي اخترقت التراب لتنقل ما تبقى من حلمي إلى مثواه الأخير الذي يستحقه؛ ذلك المثوى الذي قاتلت سنوات لإبعاده عني و عما كان حلمًا جميلًا يصبحني و يمسيني.

انتهيت من صنع الحفرة و أمسكت مرآتي المسحورة لأدفنها, لكني قبل دفنها توسلَت إليّ نفسي كي ألقي نظرة الوداع على مرآتي المسحورة التي رافقت دربي لسنوات. أدرت المرآة ناظرًا لوجهها اللامع فلم أجد شيئًا في البداية ثم ظهرت من بعيد في المرآة صورة مهزوزة لملامح أعرفها جيدًا لكني لم أستطع أن أميز هل تلك الملامح البريئة تبتسم أم تبكي؟ هل هي في أطيب حال أم هي قد أصابها مما يصيب الناس حين يعشقون؟ هل تلك الملامح تعرف العشق أصلًا أم أنها اعتادت أن تُعْشَق و لا تَعْشَق؟

ناوشني الفضول و مضيت أزيل الغبار من على وجه المرآة بطرف كمي دون جدوى فانهرت إلى جذع شجرة أتفكر و أتذكر؛ أتذكر أيامًا أتيح لي فيها أن أرى ذات الملامح البريئة رأي العين دون الحاجة إلى مرآة مسحورة, كانت تغدو و تروح أمامي و أنا أتعفف و لا أتكلم و إنما أحاول التقرب قليلًا قليلًا دون فائدة. كانت محاولات جس النبض طفولية لا تؤتي ثمارًا؛ فلم أعرف إذا كانت إجابة السؤال الذي لم أسأله هي نعم أم لا.

ثم جاء اليوم الذي رحلَت فيه هي, أو رحل فيه أنا أو رحل فيه كلانا. لا يهم أينا رحل لأن النتيجة أنه لم يتبق لي من تلك القصة إلا مرآة مسحورة أنظر فيها كلما اشتقت إلى أيام مضت و أفرح حينما تظهر على صفحة المرآة ما تيسر من ملامحها الهادئة الواثقة لتعيد إليّ بعض الأمل بأن إجابة السؤال الذي لم أجرؤ على سؤاله هي نعم, و أقول لنفسي لو قُدِّر لنا اللقاء بعد ذلك الفراق الطويل ربما أطرح عليها ذلك السؤال دون تحفظ.

ثم تختفي فجأة الملامح المهزوزة من فوق سطح المرآة و كأنها بخلت عليّ بذلك القليل الذي تلقيه إليّ بين الحين و الحين. يكاد حينها قلبي ينخلع و هو يتساءل عن صاحبة الملامح البريئة؛ كيف حالها الآن؟ و من يظهر لها حين تنظر في مرآتها المسحورة؟ هل أظهر أنا أم يظهر غيري؟ أم أنها –يا ترى- قد ألقت بمرآتها المسحورة منذ زمن بعيد فلم تعد تعبأ بأحد؟

كثيرًا ما جئت إلى هذا المكان و معي مرآتي المسحورة لأحفر قبرها بجوار نفس الشجرة, فإذا ما أوشكت على الانتهاء زينت لي نفسي أن ألقي النظرة الأخيرة على مرآتي فأجد على وجهها اللامع وجهًا أهاج بداخلي ما كنت أخفيه و أنكر وجوده, بعدها لا أقوى إلا على الاستناد إلى جذع الشجرة لأتفكر و أتذكر.

جاهدت في موقفي هذا دمعة حارقة كتمتها منذ زمن بعيد لكن الدمعة غلبتني أخيرًا و انطلقت من محبسها لتسقط حجرًا ثقيلًا على مرآتي المسحورة فأحدثت شرخًا مفاجئًا في صورة الملامح المهزوزة. لم أملك حين رأيت الشرخ إلا أن أجزع أشد الجزع و أن أنظر إليه مبهوتًا و هو يزداد و يطول ليقضي أكثر و أكثر على وجه المرآة اللامع فإذا ما انتشر فيه قفز إلى قلبي و شرخه و أدماه فلم أعِ إلا و أنا أجري إلى بيت صديقي طبيب القلوب, لا أعرف حينها هل أستنجد به لينقذ قلبي أم مرآتي. أمسكت المرآة المشروخة بيد و اعتصرت قلبي بالأخرى و اجتهدت كي أصل إليه قبل فوات الأوان.

توقفت لحظة عند بابه أستحضر شكواي التي سألقيها بين يديه؛ سأعطيه مرآتي و قلبي كي ينقذهما ثم أجلس إليه أروي له قصتي علّه يجد لصديقه حلًا يشفيه. لاحظت أن بابه مفتوح فدخلت لأجده أمامي باكيُا منهارًا و في يده مرآته المسحورة قد تحطمت منه و لا يقدر على إصلاحها. لم أتحمل مشاهدة صديقي المقرب على تلك الحال فمددت إليه يدي ليعطيني مرآته بيد يائسة. أخذت الحطام وكوّنته مرآة جديدة و نظرت إليها فلم أجد شيئًا في البداية. ثم ظهرت لي و له في مرآته ملامح لم أستغربها. إنها نفس الملامح البريئة التي تظهر مهزوزة في مرآتي. كانت الملامح في المرآة تبتسم لكن ابتسامتها لم تكن لي و لا لصديقي.

خرجت من لدن صديقي طبيب القلوب حاملًا مرآتي و معتصرًا قلبي إلى حيث الحفرة التي صنعتها من قبل. وقفت أمامها و رميت فيها مرآتي المسحورة دون أن ألقي عليها نظرة الوداع ثم انهرت إلى جذع الشجرة مستسلمًا لشرخ قلبي النازف.

تمت

أحمد ثروت السعيد