الاثنين، 16 سبتمبر 2013

بطاطا و شراغيت (2008)



"عمو, انت بتزرع البطاطا دي ولا بتصطادها؟!!"



في يوم كنت في الكلية و كان عندي ساعة فاضية بين السكاشن و المحاضرات فقلت أطلع أمشي شوية على الكورنيش –أصل أنا كليتي على البحر :) -. طلعت من عند حديقة الخالدين و عديت الطريق بقيت على البحر, قلت أمشي ناحية الأنفوشي و أشوف هوصل لفين.



الكورنيش يومها ماكانش عليه ناس كتير, و المية كانت شفافة و الموج عمال يخبط في الصخر, فضلت ماشي و عديت محطة الرمل لحد قرب المنشية كدة لقيت زحمة و خلق كتير فكان لازم أروح أشوف فيه إيه!!!



وصلت للزحمة؛ لقيتهم بيتفرجوا على ناس شكلهم صيادين –لحد كدة عادي مش لاقي سبب للزحمة- كان فيه اتنين في الميّة و الباقي واقفين على الشط بيشدوا في شبكة تقيلة, معقول الشبكة التقيلة دي فيها سمك؟! و لو سمك طب الناس الكتير اللي واقفين دول بيتفرجوا على إيه؟! من هنا جاتلي قناعة إن اللي في الشبكة مش سمك, ممكن تكون حاجة وقعت في المية, أو هتلاقيه حيوان مات و صاحبه رماه في البحر زي ما ساعات بنسمع. لحد اللحظة دي ماكنتش أعرف...



فضلت واقف بتفرج و مستني الشبكة تطلع علشان أشوفها... شوية و لقيت واحد واقف جنبي عمال يقول "بسم الله الرحمن الرحيم, يا رب". زي ما يكون قلقان.. قلت لنفسي مابدهاش الموضوع شكله كبير بجد؛ فميلت عليه و سألته "هما بيسحبوا إيه؟!"



و كانت الإجابة المنطقية الصادمة:

-          بيسحبوا سمك... هيكونوا بيسحبوا إيه يعني!!

-          و كل الزحمة دي علشان سمك بيطلع من المية؟!

-          فيهم اللي جاي يشتري, و فيهم اللي جاي يتفرج.

سكت و انا عمال أقول لنفسي "يا سلام على الروقان". الراجل كتر خيره حب يتعبني أكتر فقال لي: "دا كمان ممكن يطلعوا بطاطا و شراغيت."



... إيه الحاجات دي؟! طب الشراغيت و عارفين إنها حاجة غريبة, بس البطاطا دي أنا عارف إنها بتتزرع, لقيت الموضوع شدني بجد...



الراجل كمل كلامه:

"شايف الصيادين كتير ازاي".. و انا عمال بقول زيه: "بسم الله ما شاء الله, يا رب يا مسهل"... و هو كمان فضل يقول, شوية و السمك طلع و حطوه في المركب, بس ماستانتش لحد ماشوف "البطاطا و الشراغيت", بصراحة ماكنتش عاوز أتبعت تاني, و كمان المحاضرة قربت تبدأ و لازم أرجع. مشيت شوية صغيرين لحد النصب التذكاري علشان أتفرج على عساكر التشريفة اللي هناك (و دول لهم قصة تانية), و بعدين لفيت علشان أرجع الكلية.



طول مانا ماشي مش بفكر غير في "البطاطا و الشراغيت", عمال أقلب الموضوع في دماغي و أضحك. عديت الطريق و دخلت من عند حديقة الخالدين؛ وهناك لقيت واحد واقف على عربية بطاطا, فضلت أضحك و أنا بتخيل نفسي رايح أسأله:

"عمو, هو انتوا بتزرعوا البطاطا دي ولا بتصطادوها؟!!"



أحمد ثروت السعيد

13/10/2008