الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

عن الزكاة


ما أظنش إن الكلام عن الزكاة ممكن يتلخص بس في جملة (الزكاة علاقة بين العبد و ربه)؛ زي ما فيه أكتر من واحد استخدم التعبير دا... الزكاة هي (حق) الفقير في مال الغني.. بمعنى أبسط؛ هي مال الفقراء و ربنا وضعه في يد الأغنياء لحكمة.. و على الأغنياء تأدية الأمانة للفقراء.

الحق دا مكفول في الإسلام بشكل مش موجود في ميثاق حقوق الإنسان... مش المفروض إني أهمله لحد ما الغرب يبقى ياخد باله و يضيفه و أبقى آخده منه بعد كدة... دي إنعدام ثقة في الذات.

مناسبة الكلام:
أكتر من مناقشة كنت شفتها على فترات متباعدة... لما كان يظهر كلام أو اقتراح بإنشاء هيئة مثلا لتجميع الزكاة أو إنشاء بيت مال مثلا كنت تلاقي إللي يرفض الفكرة على طول و يرمي كلام من نوعية تخلف و رجعية و... و... إلخ

طب ناقش يا عم... مش يمكن نطلع من المناقشة بحل لمصيبة إنعدام العدالة الإجتماعية؟... ولا هو لأ و خلاص؟ :) :)


الأربعاء، 4 يوليو 2012

ريفيو لرواية (الزويل).. لجمال الغيطاني



على الرغم إن مقدار الغموض عالي جدا؛ بس انا شايف إن الرواية دي بالذات (إن جاز تسميتها رواية) ماكانش ينفع تتكتب غير بالأسلوب دا.. أظن إن الكاتب حب يضيف على غموض القصة غموض الأسلوب علشان يضع القارئ في جو يشبه الأساطير القديمة و حكايات الديانات الأرضية.

أصلا حقيقة وجود الزويل من عدمه كان شيء غامض طول الكتاب :)

الكتاب عموما ممكن تقسيمه لأربع أجزاء:

الأول: هو الجزء الخاص بإسماعيل و صديقه... يحكي فيه عن استضافتهم في الزويل و ذكريات متفرقة لإسماعيل
الجزء دا هيشعرك إن الزويل ناس حقيقيين... لما يكلمك عن الحيوانات الموجودة هناك هتحس إنها موجودة فعلا :)

الجزء التاني:
جعفر البيباني:

هنا هتبدأ تحس إن الأسطورة مختلقة فعلا... الأحداث بتوسع... بتوسع أوي :)
هنا ممكن تبدأ تهييء نفسك إنك بتقرأ أسطورة


الجزء التالت:
بعض القصص من داخل الزويل... و مخططهم للسيطرة على العالم

الجزء الرابع:
هي بجد ولا إيه؟ :D
آراء نقدية لاثنين من النقاد سماهم الكاتب (ربما يكونوا مختلقين لزوم الحبكة)... تقرأ الكلام و كأنه نقد حقيقي للكتاب و لجمال الغيطاني.. و مقارنة الاحداث بـ(واقع) الزويل... و كمان بيطالبوه بكشف اسم أحد الزويل الذي تم زرعه في القاهرة (مخططهم للسيطرة على العالم)ـ
هو فيه إيه بالضبط :D


دا كان ريفيو سريع للكتاب :)



الخميس، 28 يونيو 2012

تعقيب صغير على فيلم "هذا الزمان"



يمكن فيه ناس بتستغرب لما تسمع قصة ابن طرد أمه و أبوه في الشارع, أو لما يشوفوا فيلم زي (هذا الزمان) بيحكي عن ابن ساب أمه ع الرصيف و معاها ورقة علشان اللي يلاقيها يسلمها لدار مسنين....

أنا مش هقول لك إن الناس دي موجودة و عايشة وسطينا..

أنا هقول لك إن انت نفسك بتعمل كدة من غير ما تاخد بالك.


الأربعاء، 27 يونيو 2012

هذا الزمان... فيلم مصري قصير في مسابقة اليوتيوب


قليلة تلك الأعمال الفنية التي تحمل رسالة هادفة بناءة. "هذا الزمان"؛ فيلم تسجيلي مصري قصير يمثل أحد تلك الأعمال الفنية الهادفة و المتقنة الصنع.


الخميس، 17 مايو 2012

من كتابات ما بعد الثورة... من ورشة (جاري الشحن) 2011


لم يمش في جنازته سوى أقلامه التي انكسرت رؤوسها على مدار عشرين عامًا. رغم أن من بكوه بقلوبهم كثيرون إلا أن أحدًا لم يجرؤ أن يخرج خلف جثمانه خوفًا من أن يلقى نفس المصير. نعم بكى الناس و بكت الأقلام لكن واحدًا في قصر على أطراف المدينة طار فرحًا حين ظن أنه تخلص أخيرًا من أفكار ذلك البطل و آرائه.

أما أقلامنا المنكسرة فقد تبعثرت في أرجاء الأرض و فرقتها الأزمات بعد أن كانت تجتمع دومًا عند الكاتب الشهيد صاحب الرأي. و ظن كل قلم أن لن يلقى أبدًا أصدقاءه و أنه لن يصدح بآرائه الحرة بعد اليوم.

و لكن؛ هل كانت مصادفة أن يجد ذلك الصبي بالذات ذلك القلم من أقلام الشهيد؟ كان هو القلم الأحمر الذي سطر به الكاتب أهم آرائه الحرة. و احتفظ ذلك القلم في ذاكرته بكل كلمة كتبها لأنه القلم الوحيد الذي تأكد أن المجد في كلمات الشهيد, و أن آراء الكاتب النبيلة –و إن طمسها الظلم و القهر الآن- سترتفع في يوم قريب إلى السماء و تنشر سحب التنوير لتهطل أمطار الحقيقة على كل طريق و مزرعة, و تؤتي تلك المزارع ثمارها ليخرج جيل قادر على حمل الفكرة و على النضال من أجل قضايا المدينة.

و كأن هذا الصبي هو المختار من بين البشر لحمل الرسالة. هذا الصبي قد وُجِدَت فيه من قبل بذرة الحرية و الحق و صار جديرًا بعد ذلك بأن يحمل راية التحرير من قبضة طغيان الحاكم. سقط القلم في طريق الصبي ليكون قدَر آراء الشهيد أن تُحْفَظ بين ذاكرة القلم و قلب الصبي إلى حين. و يكون قدَر ذلك الذي يقطن أطراف المدينة أن يعيش هو و كوابيسه منتظرين ذلك اليوم الذي تخرج فيه كل الأقلام مع فتيانها لتعلن العصيان و تهز عرشه.

تمت
أحمد ثروت
مش فاكر التاريخ تحديدًا




http://www.youtube.com/watch?v=cUxS2sM3RhA

الجمعة، 2 مارس 2012

ممن نتعلم؟


هل لفت نظركم اليوم خبر عن خلاف شديد بين ممثلة (ما) و مخرج (ما) بسبب مشهد سنيمائي فاضح؟... هي تتهمه بأنه هو من (سرّب) المشهد على الانترنت, و هو يقول أنها ليست أول من يتم تصويرها بهذا الشكل!!

هل لفت نظركم أصلا نوعية الأخبار التي تنشرها المواقع و الصحف عن هذا الوسط؛ المسمى -تجاوزا- الفني؟

ماذا لو فكرنا أن نتتبع ماهية القيم التي تهتم (النخبة) المدّعاة بزرعها في قلوب و نفوس الشعب المصري؛ المتلقي لتلك الثقافة؟


من هم المتحدثون في الإعلام؟ و من هم (الملَمّعون) فيه؟

أيها القائمون على تثقيف هذا الشعب؛ ماذا قدمتم من قيم بناءة للناس؟

هل هذه هي كل بضاعتكم؟

أيها القائمون على تثقيف هذا الشعب؛ لا يحق لكم أن تغضبوا أبدا عندما نصِف بعضكم بـ(النخبة الجاهلة)

و أن بعضكم هم كالدود؛ ينخرون في البناء الثقافي و التراثي للوطن يريدون هدمه.

و أن بعضكم على جانب آخر لديه الكثير ليقدمه و يود توصيله للناس؛ لكنه لم يعد تلك البضاعة الرائجة التي يسعى إلى تقديمها الإعلام.

حفظ الله مصر من شر كل تافه يتكلم في أمر العامة... أي تافه يريد أن ينحط بثقافة المجتمع فنيا و أدبيا و حتى سياسيا إلى أسفل أسفلين.
....

أيها الناس؛ حصنوا أنفسكم من هؤلاء؛ و تعلموا -أول ماتتعلمون- أن تختاروا ممن تتلقون عنه العلم و الفهم.

قال الإمام محمد الغزالي رحمه الله في مقدمة كتابه (جدد حياتك):

"فأصحاب الصحة النفسية والعقلية ٬ وأصحاب الأمزجة المعتدلة ٬ والطباع المكتملة هم وحدهم الذين يسمع منهم ويؤخذ عنهم. أما المعلولون والمنحرفون ٬ وذوو الأفكار المنحلة والغرائز المنحلة ٬ فهم كالثمار المعطوبة فى عالم النبات أو الأجنة الشائهة فى عالم الحيوان ٬ ليسوا أمثلة لسلامة الفطرة ٬ ولا يجوز أن يطمأن إلى أحكامهم ولا إلى آرائهم ٬ ولو بلغت بهم الجراءة أن يزعموا نداء الطبيعة ومنطق الفطرة!!.

إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: ` استفت قلبك ` لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق. وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر.!!

إنه ساق هذا الجواب النبيل لرجل يتحرج من الإلمام بصغيرة ٬ رجل سليم الفطرة شفاف الجوهر عاشق للخير ٬ أراد النبى الكريم أن يريحه من عناء التساؤل والاستفتاء ٬ فرده إلى فؤاده يستلهمه الرشد كلما تشابهت أمامه الأمور ٬ ويستريح إلى إجابته وإن أكثر عليه المفتون.. هذا الرجل وأمثاله من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين العالم ٬ ومناراته الهادية."

"...وكم كان جديرا بالعالم أن يؤرخ لهم بدل أن يؤرخ للساسة والقادة من سفاكى الدماء ومذلى الشعوب. إلى أصحاب هذه الفطر السليمة من كل جنس ولغة نلفت الأنظار لننتفع بهم. وإلى الدخلاء عليهم من الأدباء المأجورين ٬ والصحافيين المنحرفين ٬ وأصحاب الفنون القوادة إلى الخلاعة والعبث نلفت الأنظار كى نحذر على أنفسنا ومستقبلنا. فقد كثر فى الدنيا من يدعو إلى تعرية الأجسام والأرواح من لباس التقوى والفضيلة باسم أن ذلك عود إلى الطبيعة وتمشّ مع الفطرة!!.

والحق أن دَوْر هؤلاء بين الناس هو دَوْر الجراثيم ` الفطرية ` فى إعطاب الثمار وإمراض الأبدان ٬ أى أنهم خطر على الطبيعة الصحيحة والفطرة السليمة."


الخميس، 23 فبراير 2012

و يخلق ما لا تعلمون


و أنا في السنة الاولى و الثانية من كلية الطب؛ ماكنتش قادر استوعب الجملة اللي دكتور علم الأجنة قالهالنا كذا مرة... كان دايما يقول إن العيوب الخلقية (لا أعرف إذا كانت تلك التسمية جائزة أم لا.. هو عموما يقولها بالانجليزية) هي أكبر دليل على وجود الخالق سبحانه و تعالى... كنت أستغرب جدا؛ ازاي إثبات القاعدة يكون بوجود عكسها... ازاي ولادة جنين بتشوهات هي دليل إن الخالق هو الله.مع الزمن بدأت أنتبه قليلا؛ حتى في عالم التشوهات الخلقية هناك شيء ما يوحي بالنظام.. وجود هذه التشوهات يحمل في طياته الكثير من الحكمة سواء على مستوى الأسرة التي خرج منها الجنين أو على مستوى التفكر في خلق الله...

في البداية دعونا نتفق أن تطبيق أبسط قواعد الإحصاء على قضية الخلق تقول باستحالة أن تكون عملية الخلق هي عملية عشوائية... ببساطة لأنها لو كانت كذلك لخرج إلى الحياة كمية كبيرة من الأجنة التي لا تتواءم مع الحياة في مقابل جنين واحد متوائم مع ظروف المعيشة. هذه نقطة لا خلاف عليها؛ أظن ذلك.

إذا؛ هل وجود تلك الحالات الغير معتادة من الأجنة هي في حد ذاتها معجزة من معجزات الله و دليل على وجود الخالق؟ سؤال قد يكون من الصعب استيعابه من اللحظة الأولى لأننا نتكلم عن اجنة مختلفة في خصائصها عما اعتاده الناس, و يحتاج البعض منه إلى عناية مضاعفة, و بعضها لا يتواءم أساسا مع الحياة.

و كأن الله -عز و جل- يقول لنا: لقد خلقتكم على شكل, و أنا الخالق القادر على خلق أشكال اخرى. -جل و علا سبحانه-.

إن الدارس لتلك الأجنة غير المعتادة سيجد نظاما غريبا يبتعد تماما عن العشوائية يتحكم في تلك الظاهرة. هناك أنواع منهم تظهر بشكل متكرر, و بعضها الآخر لا يظهر على الإطلاق رغم أن فرضية وجوده قائمة -لو طبقا نظرية العشوائية في الخلق-.

هل تصدق أن مجرد وجود كروموسوم معين (أو جزء محدد منه) زائدا في الجينوم البشري سينتج نوعا من البشر اسمه (الداون)... ألا ترى إعجازا في أن تلك القطعة الزائدة الصغيرة حين أوجدها الخالق ظهر معها خصائص محددة يتميز بها أي داون عن غيره؟ ألم تسأل نفسك لماذا هذه القطعة بالذات؟

بالمناسبة؛ أنا لا أرى أن الداون هو شخص معاق ذهنيا؛ بالعكس, هو شخص يمكن ان يتعلم و يصنع الكثير لو استطاع العقل الإنساني أن يعلمه و يوظفه. أذكر جيدا تلك الطفلة الداون الصغيرة جدا التي تقمصت دور مدرستها بإتقان لتشرح لمن حولها بعض الحروف الأبجدية. فإذا نطقوها كما أرادت صفقت لهم قائلة (برافو) ثم أشارت لهم بيدها و هي تقول بالانجليزية (جود)... أعرف أطفالا طبيعيين أكبر منها لا يستطيعون فعل ذلك.

و هذا تحد آخر يقف أمامه العقل البشري شاهدا على عظمة الخالق سبحانه و تعالى.

و يخلق ما لا تعلمون


الجمعة، 10 فبراير 2012

مما قال إيليا أبو ماضي


قل للذي أحصى السنين مفاخرا ... يا صاح ليس السرّ في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها ... في يقظة ، أم في عميق سبات
قم عدّ آلاف السنين على الحصى ... أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟
خير من الفلوات ، لا حدّ لها ، ... روض أغنّ يقاس بالخطوات
كن زهرة ، أو نغمة في زهرة، ... فالمجد للأزهار والنغمات
تمشي الشهور على الورود ضحوكة ... و تنام في الأشواك مكتئبات
وتموت ذي للعقم قبل مماتها ... و تعيش تلك الدهر في ساعات
تحصى على أهل الحياة دقائق ... و الدهر لا يحصى على الأموات
ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ ... كالبيت مهجورا وكالمومات
جعل السنين مجيدة وجميلة ... ما في مطاويها من الحسنات


الخميس، 2 فبراير 2012

يوم 2 فبراير عبر التاريخ

سقوط دمشق في يد التتار
اغتيال بطرس غالي
حل البرلمان الألماني على يد هتلر
مجزرة حماة
غرق العبارة السلام 98
موقعة الجمل

كل الحوادث دي حصلت في يوم 2 فبراير
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.342992632390229.78829.147613321928162&type=1

و ليلة 2 فبراير السنادي وقعت مذبحة بورسعيد

و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب

الخميس، 19 يناير 2012

شوية حاجات كدة Miscellaneous

عاوز اقعد هنا شوية أتكلم عن شوية حاجات كدة :)

يعني؛ هتكلم عن شوية أفكار... اللي ييجي في بالي هقوله

___________________________________________________


الناس العواجيز دول فهموا الثورة غلط.... لو انت شاب زي حالاتي يبقى حالك قبل الثورة كان حاجة من التلاتة لو حاولت تتكلم عن مطالبك قدام واحد كبير..
1- هيزعقلك.
2- هيسيب الموضوع الأساسي و يديك محاضرة طويلة في أسلوب النقاش و الأخلاق و.. و.. و... حتى لو اعتذرتله عن الخطأ اللي انت مارتكبتوش برضه مش هيكلمك في الموضوع المهم.
3- هيديك حقنة فيزيرالجين حلوة هتحس بعدها أد إيه إنك مبسوط و قد إيه انت عبرت عن رأيك و قد إيه هو سمع لك

أما بعد الثورة؛ فالعواجيز فهموا فعلا إن التلات طرق دول مابينفعوش... إنما فهموا غلط؛ هما افتكروا إن الطرق دي مابتنفعش (ياخدونا على قد عقلنا) بيها... فقرروا يصدمونا بالحقيقة المرة؛ إننا جيل أهوج و أرعن و هيبوظ الدنيا.

بس خلاص

______________________________________________________________

سبحان الله.... فيه ناس عندهم موهبة إنهم يفضلوا يتكلموا ساعة كاملة من غير مايقولوا أي حاجة.

و فيه ناس تانية عندها قناعة كاملة إنهم لازم يعلوا صوتهم لو بيكلموا واحد واقف بعيد... حتى لو كان بيكلمه في التليفون.

______________________________________________________________

بشكل ساخر و ليس بشكل محبط؛ حاولت احسب حسبة كدة: قلت لو أنا مثلا مثلا اجتهدت و ذاكرت و سافرت بلاد برة (لتكن امريكا) و اشتغلت باحث في (كال تك) و بعدين بقيت عالم مشهور و قررت أرجع مصر علشان اعالج أهل بلدي من فيروس سي ولا السكر ولا الزهايمر ولا الفشل الكلوي... إلخ.... هلاقي ألف واحد يقولوا عليا عميل أمريكي.. و احتمال اموت قبل ما مصري واحد يتعالج بالدوا اللي هكون اخترعته.... بعد كدة ممكن يعملولي تمثال أو يقولوا ظلمناه أو يدوا الورثة معاش 150 جنيه.

على الجانب الآخر؛ لو أنا سلكت السكة الصح و استغليت حس الفهلوة الفطري في المواطن المصري هعمل أحلى شغل... ممكن مثلا أعمل برنامج توك شو و أفضل أرغي 4 ساعات في أي كلام فاضي.... ممكن كمان اعمل حزب أو ائتلاف... ممكن أخترع طرق مبتكرة في التزويغ من الشغل... إلخ

ممكن حتى لو حابب أشتغل في مجال الطب؛ أعمل إعلان في التليفزيون عن المركب السحري أو عن اللاصقة السحرية التي تشفي من جميع الأمراض بإذن الله تعالى (لازم تقدم المشيئة لأن الشعب المصري بطبعه متدين زي مانتوا عارفين).

_____________________________________________________________

بدأت ألاحظ إني بستخدم كلمة (كدة) كتير و انا بتكلم... مش كدة برضه؟؟ :)

______________________________________________________________

فيه ناس بتحب تستهل كلامها مع الإسلاميين بجملة (أنا مسلم زيــي زيــك).

______________________________________________________________

فرقة موسيقية أجنبية؛ فيهم شبه شوية من الإيموز بس بيشخبطوا على وشوشهم.. ماعرفش عنهم كتير بس أسمع إن بعض أعضاءها ملحدين و الباقي مش قايل لنفسه ديانة... اسم الفرقة ربما يكون له تلميح معين... المهم من الحاجات البسيطة اللي عرفتها إنهم عملوا أغنية اسمها
New religion
و إن فيه بعض الناس بدأوا يتبنوا ديانة سموها على اسم الفرقة... لسة الديانة دي مانتشرتش بالشكل الكبير إنما المهم للأسف إن يبدو إن ليها وجود بين بعض الشباب في مصر!!!!!

_______________________________________________________________

يتبع :)

Estimation كمان و كمان

أعيد نشر هذه القصة (القديمة) لأن واضح إن طريقة التفكير لسة ماتغيرتش...

_________________________________________________________

لم أستطع اللعب معهم؛ لكن تكفيني مشاركتهم المجلس

لطالما شدني الجلوس إلى كبار السن مستعا إلى احاديث و ذكريات و خبرات... أستمع و فقط, كثريا ما تطربني نبرة صوت أحدهم الرصينة و هو يحكي عن (أيام زمان) فتبدو لي أيام عز بحق, اعيش بخيالي فيها فأرى نفسي مرتديا طربوش أميله على جنب و أمشي متبخترا في شوارع كرموز و اللبان, و ربما أركب الكارتة- من بحري للمنشية- مع فتاة في (ملاية لف)!!!

"معلش إنت اللي هاتحسب لنا, شد كرسي و تعالى جنبي ندردش مع بعض"
قالها أكبرهم سنا و أقدمهم عهدا بالإستيماشن, صلعته و بقايا شعره الأبيض يجذبونني نحو الدردشة معه..

أشعل هو سيجارته الأولى بيد مهتزة تناسب سنه الذي تعدى السبعين, و قمت أنا بتسطير الورقة لأحسب نقاط اللاعبين الأربعة.

"انت عارف؟" بدأ بها العجوز حديثه. " اول مرة ادخل الكافتيريا دي كان عندي 14 سنة- سنة 48-, سبورتنج ماكانش فيها غير النادي و الترام و كام بيت, و البحر كان قريب قوي لا نفق بقى ولا بتاع... ياسلام!!! أحلى لعب لما تكون قريب من البحر و بتسمع الراديو, انا على فكرة سمعت أخبار النكبة هنا- في الراديو دا-" يكمل ضاحكا " يومها أبويا عرف إني بادخن و باقعد على القهاوي... أخدت حتة علقة يومها.. مش عارف ليه مع إنه كان بيدخن برضة."

أطفأ سيجارته بنفس اليد المهزوزة, نظر مليا إلى ورقه ثم همس لي بخبث:
" انا هأدك الدور دا.."
و أعلن إلى زملاء اللعب: "تمانية تريفل"

تعجبت جدا؛ فورق ذلك العجوز لا يؤهله لطلب 8 تريفل و لا حتى لطلب واحد شاي!!!

" في الكافتيريا دي أنا عاصرت أحداث و حروب و مظاهرات, كل لما كنت أبص من بابها ألاقي مصر اتغيرت"

حملق جيدا في الورق المطروح؛ يبدو أنه يحفظهم و يلعب على أساسهم:
" لما سمعنا خطاب ثورة 52 كنا بنلعب و ما فهمناش حاجة؛ قلنا مين اللي بيتكلم دا" يقصد السادات " بعدها بتلات أيام اسكندرية كلها اتقلبت علشان الملك كان بيسافر برة البلد"...

****

بدا الامتعاض على وجوه اللاعبين الثلاثة؛ فقد نجح العجوز الماكر في دك الدور فعلا, أما هو -العجوز- فانتشى و أشعل سيجارته الثانية بيده التي هزها الزمان.
هو كذلك دائما؛ يحب أن يَخْسَر و يُخَسِّر من حوله...

"عدت علينا احداث و حروب و مظاهرات و احنا بنلعب, ما كناش بنلعب هنا بس, لأ, كنا بنروح حتت تانية, ساعات قهوة فاروق او بورصة المنشية, حتى ساعات كنا نتقابل في فندق سوفيتيل أو متروبولي في محطة الرمل"
ثم توجه إلى اللعب:
" داش كول"

شدني الفضول, كيف يفكر هذا العجوز!!!!
"استنى هوريك حاجة.".. أخرج أتوجراف من جيبه و فتحه على صفحة معينة:

"اقرا دي كدة"!!

الورقة مكتوب فيها:
"خالص تحياتي.. نجيب محفوظ."

"دي كانت في فندق سان ستيفانو -القديم مش اللي موجود دلوقت-, نجيب محفوظ لما كان ينزل اسكندرية يروح يقعد في كافتيريا الفندق هناك, شفته مرّة و عجبه طريقة لعبي فكتبلي الأتوجراف دا."

لعب لعبته الأولى..
"شايف التاريخ في الورقة؟ 1967... قبل النكسة"

هذا صحيح فعلا!!

"بعد الهزيمة قعدة القهاوي ما بقاتش تنفع, بصراحة كلنا كنا متضايقين و عاوزين نطلع غلنا في اللعب, يوميا كنا نتقابل عند واحد صاحبنا في (عمارة زوزو) اللي فيها (جيلاتي عزة) بتاع بحري دلوقت."

كان الدور قد انتهى فأخذ يمليني النقاط:
"ضيفلي العشرة بتوع الدور و العشرة بتوع الريسك و اضرب في اتنين, و اخصم من كل واحد منهم ضعف اللي طلبه, و اخصم لدا عشرين كمان فوقهم".
نفذت ما قاله و قمت بتفنيط الورق.

أما هو فغمزني قائلا:
"انت عارف إني ماتجوزتش؟؟"

صدمتني العبارة!!

"مع إن الجواز كان سهل قوي أيامينا, بس انا العمر فات بيا من غير ما احس, كويس إني ماجبتش عيال عشان مايعيشوش اللي عشناه"

****

"عبد الناصر اتنحى و طلعت مظاهرات, مات و قامت جنازة في مصر كلها, انتصرنا و فرحنا, و بعد النصر طلعت الجماعات الإسلامية و كانوا بييجوا يتعاركوا معانا و احنا بنلعب, دا غير طوابير العيش و غلاء الأسعار و اغتيال السادات و ... و ..."
سكت هنيهة ثم تابع:
"جيلنا ياما شاف؛ عانينا بجد و قاسينا, لكن ماتزعش مني جيلكوا دا خايب؛ كل حاجة جاهزة فإيديكوا و شباب ضايع مالوش هدف و ..."

وجدت نفسي أقاطعه:
"فعلا؟؟"

!!!

و كأن اللعب توقف للحظة, و وجّه إليّ الأربعة نظرات امتعاض؛ فتلك هي أول كلمة أنطقها من أول اللعب, هذا غير النبرة الغريبة التي استخدمتها!!

لكن كل ذلك لم يثنيني عن الكلام:
"أيوة احنا فعلا شباب ماعندوش غير مشاكل بسيطة؛ شوية بطالة و غلا و زحمة و كوسة و ذل و توهان, أيوة احنا فعلا شباب ماعندوش هدف؛ و هيكون عنده هدف ازاي إذا كان ماعندوش قدوة!!
هيكون عنده هدف إزاي و اللي المفروض يوجهوه بيلعبوا في أفكاره و بيبيعوا احلامه!!

للاسف جيلكم انشغل بإنه يتاجر بأفكارنا و مبادئنا, انشغل بإنه يصفي حساباته مع نفسه و ماسبتولناش غير المشاكل....

بقى يا راجل كل الأحداث دي عدت عليك و انت قاعد تلعب؟؟؟؟!!!!
يمكن لو كنت انت بطّلت لعب و خرجت من باب الكافتيريا في يوم ماكانش دا بقى حالي...

دانتوا ورثتونا تركة تقيلة قوي!!"

نظروا إليّ واجمين, بينما نحيت أنا الورقة و القلم جانبا لأقوم من مكاني:
"شوفولكوا حد غيري يحسبلكوا... انا اللي فيا مكفيني!!!"

قلتها و توجهت خارجا من الكافتيريا

تمت
احمد ثروت
21/12/2009