السبت، 21 نوفمبر 2009

الحرب المقدسة


"هنحُط على الفرنجة..."

هكذا أعلنها (سيف الدين)
......

بالتأكيد أنا لا أقصد (سيف الدين قطز), إنما (سيف الدين حمزة - صديقي و العضو برابطة مشجعي المنتخب القومي-, قال قولته و قفز يصلي ركعتين دعا فيهما أن ينصرنا الله على الجزائريين, و أن نحرر بطاقة التأهل لكأس العالم من أيديهم حين نلقاهم في موقعة (أم درمان)

سافر جنودنا الأبسال إلى أرض المعركة, و ودعهم الشعب بدعوات و صلوات و صيام و الكثير من دست الشموع لـ(أم هاشم) و مثلها للـ(عذرا)..

أما أعضاء الرابطة- و معهم الكثير من أبناء الوطن المخلصين- فأبو إلا أن يذهبوا ليؤازروا الجنود في حربهم المقدسة لتحرير بطاقة التأهل من أيدي المحتل الغاشم؛ تلاك البطاقة التي ظلت مفقودة لعشرين عام بالتمام و الكمال, حمل كل منهم جواز سفره و كتابه المقدس, و استقلوا طائراتهم راجين الله أن ينصرهم بجنود لا يعلمها إلا هو....
***

نزل الفرنجة أرض الملعب_ و دروعهم تحمل كل رموز الجيوش الصليبية_, سنوا سيوفهم و نصبوا متاريسهم في انتظار لاعبينا...

أما قائد جيوشنا؛ الأمير (نجم الدين حسن شحاتة)؛ فقد فاجأ الجميع بأن نزل أرض الملعب بسبعة لاعبين فقط؛... عرفنا بعد ذلك أن باقي اللاعبين اختبئوا خلف الجبل لينقضوا على مرمى الخصم في الوقت المناسب....

بدات المناوشات بين الجيشين, و بدأ الفرنجة بالهجوم رغم غياب قائدهم (الكونت ليموشية) لحصوله على الإنذار الثاني في موقعة القاهرة, لكن خطوط دفاعاتنا تصدت للهجوم بالمنجنيق و الدروع....

أصيب الفارس (ابن عبد ربه) في إحدى المبارزات؛ فأوقف الحكم المباراة حتى إذا تأكد أن الجرح ليس بالمميت أمر باستئناف المعركة.

كاد الفرنجة أن يدكوا حصوننا بقذيفة من القذائف, لكن الـ(لاينز مان) رفع الراية بدعوى أن جندي العدو كان متسللا.

مر الوقت عصيبا على الجميع, حتى إذا شارفت المعركة على الانتهاء؛ قام الـ80 مليون في نفس واحد: "الله أكبر", و إذا بالفارس (محمد أبو تريكة يخترق الخطوط و يطلق قذيفة دكت حصونهم و معها خر الجميع سجدا و ارتفع التكبير من فوق المآذن و الاجراس من داخل الكنائس؛.. لا عجب في ذلك فقد نزلت عدالة السماء و تم تحرير بطاقة التأهل.
***

ملأني (سيف) بالحماسة حين روى لي بطولات شهدائنا الذين ضحوا بدمائهم الزكية في المعارك التي أعقبت الانتصار الكبير..
"كان اللعيب منهم بيتكسر من غير ما حد مننا يلمسه" .. و هذا دليله أن الملائكة حاربت معنا.

وصلنا معا إلى القاعة التي سيقام فيها حفل تسليم بطاقة التأهل للمونديال, كل شيء منظم و رئيس الإتحاد الدولي سيأتي بنفسه لتسليمها.

اصطف الناس في كراسيهم, و دخل الدوق (جوزيف بلاتر) رئيس الفيفا إلى القاعة و بدأ المراسم بالنداء على الأمير (نجم الدين حسن شحاتة) لتسلم البطاقة, قام الأمير وسط تصفيق حاد و صافح الدوق, ثم مد يده لاستلام البطاقة...

لكن الدوق لم يسلمه إياها!!!

.......

بوجه تملؤه ابتسامة واسعة خلع الدوق القناع من على وجهه ليظهر رجل أسمر ضخم الجثة و مكتوب على صلعته: (إبراهيم نصر)..

و بنفس الابتسانة العريضة قال:
"دلوقت كل الكلام دا اتسجل, تحب نذيع ولا مانذيعش؟!!"

تمت
أحمد ثروت
18/11/2009
قبل الماتش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق