"قد تنقذك نفس اليد مرتين.."
"جميلة" الصغيرة تحاصرها النيران و تطاردها الشظايا.. تصرخ.. تنادي على أمها فيعود النداء بلا رد, الشظية تصيب وجهها و الحرارة تصهر آمالها في النجاة... تختنق... تسقط... يغشى عليها فلا ترى إلا خيال يد ممتدة نحوها...
و كأنها تقابل نفس اليد مرة اخرى؛ كيف لم تفطن كل هذا الوقت إلى الإصابة التي تأكل يد ذلك الشاب المبتهج- أمير الحسن-؟!!
( إزاي يعني؟؟؟
هي الناس المبسوطة ممكن يكونوا مجروحين زينا عادي؟!
هو فيه بني آدم له نِفس يضحك و إيده مصابة بالشكل دا؟!
غريبة أن تجد من يحمل كل هذا الجرح و ما زال قادرا على التفاؤل...
اشمعنى هو سعيد؟!
أو...
اشمعنى انا كئيبة؟؟! )
....
"يا دكتورة... يا دكتورة"
أفاقت على يد تلوح امام عينيها و ابتسامة هادئة واثقة من صاحب اليد:
"كتب حضرتك... انا آسف جدا"
و لأول مرة تبتسم "جميلة", صحيح أنها ابتسامة مرتبكة لكنها ابتسمت أخيرا على أية حال:
"العفو.... انا غللي آسفة إني اتعصبت... شكرا جزيلا :)"
و.....
و.....
بس خلاص
******
... و كأن الابتسامة التصقت بوجهها لبعض الوقت....
على مكتبها, أطالت "جميلة" النظر في الكتاب و على وجهها آثار ابتسامة الصباح حتى أنك لو رأيتها تكاد تقسم أن ما في الكتاب عبارة عن (نكت)
تلك اللحظة- و إن أشبهت لحظات السعادة الأخرى- إلا أنها -و لأول مرة- ليست بعيدة عن المرآة.
ساعات قضتها "جميلة" تفكر و تراجع, تستفسر و تصل إلى النتائج ثم تنقضها, و هي في ذلك تشاور عقلها و تزاوله في أمور الحياة حين رأتها بعين مختلفة:
يا عقلي؛ انا بين معادلتين;
جمال صارخ + نفس مكفهرة كئيبة
أو
جمال بما به + نفس هادئة و روح مقبلة
يا عقلي؛
أيهما الجمال المعيوب؟؟؟!!
يا عقلي؛
ما رأيك فيمن يرسل بهجة تسبقه حيثما حل؟
و ما رأيك فيمن يغلق كل أنوار الأمل في وجهه مع خروجه من غرفته؟
يا عقلي؛
السعادة اختيار ام قدر؟
هي اختيار... أليس كذلك؟؟
أليس...
أليس....
غلب "جميلة" النعاس و استغرقت في نوم هنيء حلمت فيه بكل السعادة و الأمل...
ترى كم من الوقت تحتاجه "جميلة" حتى تحقق ذلك الحلم؟
يوم... سنة... أم أكثر؟
و من يضمن انها ستنجح أصلا!!
" فلأسعى إذا, أصل في يوم أو في سنين لا يهم, و حتى إن لم أصل أصلا يكفيني ان أموت باحثة عن السعادة....
على أي حال ذلك أفضل من البكاء بجوار الأطلال انتظارا لموت كئيب"
و ها هي بداية البشاير... فقد بدأ وجهها يعتاد على الابتسام...
يتبع إن شاء الله
أحمد ثروت
11/2009
"جميلة" الصغيرة تحاصرها النيران و تطاردها الشظايا.. تصرخ.. تنادي على أمها فيعود النداء بلا رد, الشظية تصيب وجهها و الحرارة تصهر آمالها في النجاة... تختنق... تسقط... يغشى عليها فلا ترى إلا خيال يد ممتدة نحوها...
و كأنها تقابل نفس اليد مرة اخرى؛ كيف لم تفطن كل هذا الوقت إلى الإصابة التي تأكل يد ذلك الشاب المبتهج- أمير الحسن-؟!!
( إزاي يعني؟؟؟
هي الناس المبسوطة ممكن يكونوا مجروحين زينا عادي؟!
هو فيه بني آدم له نِفس يضحك و إيده مصابة بالشكل دا؟!
غريبة أن تجد من يحمل كل هذا الجرح و ما زال قادرا على التفاؤل...
اشمعنى هو سعيد؟!
أو...
اشمعنى انا كئيبة؟؟! )
....
"يا دكتورة... يا دكتورة"
أفاقت على يد تلوح امام عينيها و ابتسامة هادئة واثقة من صاحب اليد:
"كتب حضرتك... انا آسف جدا"
و لأول مرة تبتسم "جميلة", صحيح أنها ابتسامة مرتبكة لكنها ابتسمت أخيرا على أية حال:
"العفو.... انا غللي آسفة إني اتعصبت... شكرا جزيلا :)"
و.....
و.....
بس خلاص
******
... و كأن الابتسامة التصقت بوجهها لبعض الوقت....
على مكتبها, أطالت "جميلة" النظر في الكتاب و على وجهها آثار ابتسامة الصباح حتى أنك لو رأيتها تكاد تقسم أن ما في الكتاب عبارة عن (نكت)
تلك اللحظة- و إن أشبهت لحظات السعادة الأخرى- إلا أنها -و لأول مرة- ليست بعيدة عن المرآة.
ساعات قضتها "جميلة" تفكر و تراجع, تستفسر و تصل إلى النتائج ثم تنقضها, و هي في ذلك تشاور عقلها و تزاوله في أمور الحياة حين رأتها بعين مختلفة:
يا عقلي؛ انا بين معادلتين;
جمال صارخ + نفس مكفهرة كئيبة
أو
جمال بما به + نفس هادئة و روح مقبلة
يا عقلي؛
أيهما الجمال المعيوب؟؟؟!!
يا عقلي؛
ما رأيك فيمن يرسل بهجة تسبقه حيثما حل؟
و ما رأيك فيمن يغلق كل أنوار الأمل في وجهه مع خروجه من غرفته؟
يا عقلي؛
السعادة اختيار ام قدر؟
هي اختيار... أليس كذلك؟؟
أليس...
أليس....
غلب "جميلة" النعاس و استغرقت في نوم هنيء حلمت فيه بكل السعادة و الأمل...
ترى كم من الوقت تحتاجه "جميلة" حتى تحقق ذلك الحلم؟
يوم... سنة... أم أكثر؟
و من يضمن انها ستنجح أصلا!!
" فلأسعى إذا, أصل في يوم أو في سنين لا يهم, و حتى إن لم أصل أصلا يكفيني ان أموت باحثة عن السعادة....
على أي حال ذلك أفضل من البكاء بجوار الأطلال انتظارا لموت كئيب"
و ها هي بداية البشاير... فقد بدأ وجهها يعتاد على الابتسام...
يتبع إن شاء الله
أحمد ثروت
11/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق