احتضنت كتبها الكثيرة لتدخل المدرج في آخر لحظة, بحثت فلم تجد إلا مكانا, وضعت ما تحمله و دفنت نفسها بين الكتب...
و كان ذلك المكان خلفه مباشرة!!
جلست "جميلة"-كعادتها- مبرزة الجانب السليم من وجهها, و الجانب الآخر تصوبه ناحية الحائط, تقابلها ابتسامات حذرة من زميلاتها, ربما تكون قد حاولت الابتسام لكنها لم تعتده قبلا و لم تستطعه.
و في مثل هذه المواقف تعود لتدفن نفسها بين الكتب و من حين لآخر تسترق إليه النظر من بعيد, إلا في ذلك اليوم؛ حين لم يفرق بينها و بينه إلا خطوة واحدة لا تجرؤ أن تخطوها ولا حتى أن تظهر أمامه...
تسألني من هو؟؟
إنه أحد المحظوظين...
لا,
بل هو إمامهم؛ ذلك الإمام يملك كل السعادة و كل المرح و كل الصداقة و كل النجاح..
ذلك المحظوظ الذي يملك الحسن...
كانت تموت غيظا من كلام الفتيات عنه, تود لو تستطيع أن تتكلم عنه كما يتكلمون و ان تحلم به كما يحلمون, لكن كيف و آمالها موج يتحطم على صخرة ذلك الشيء في وجهها!!
عادت إلى مدفنها غير مأسوف عليها, تنظر إليه و تتحسس وجهها من حين إلى آخر, و بينما المحاضرة تشرف على الإنتهاء؛ تحرك هو للخلف-مداعبا زميله- حركة أطارت بعضا من كتب "جميلة بعيدا عنها.....
"انت غبي؟!!"
فوجئ هو بالجملة و لم يفهم, بينما تراجعت هي تندم على ذلة لسانها, و ظلا هو متعجبا حتى أخبره صديقه بما حدث فاحمر وجه الفتى و مضى يعتذر أشد الاعتذار
أما هي فواجمة لا تدري ماذا تقول أو تفعل, فقط تراقبه و هو يحضر أشيائها الملقاة...
تراقب و تتعجب...
و تتعجب و تراقب...
هل الموقف الموقف يثير كل هذا العجب؟!!!
لم يكن تعجبها من الموقف السابق بقدر ما أذهلها الحدث الجلل الذي شهدته في أعقاب اعتذار الفتى....
و لها كل الحق في ذلك
بل لها ان تصدم بشدة...
فقد كانت المفاجأة أكبر مما تتخيل.......
....
يتبع إن شاء الله
أحمد ثروت
10/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق