الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

الجمال المعيوب (2-4)

"خطوة واحدة... و ألف سور"

احتضنت كتبها الكثيرة لتدخل المدرج في آخر لحظة, بحثت فلم تجد إلا مكانا, وضعت ما تحمله و دفنت نفسها بين الكتب...

و كان ذلك المكان خلفه مباشرة!!

جلست "جميلة"-كعادتها- مبرزة الجانب السليم من وجهها, و الجانب الآخر تصوبه ناحية الحائط, تقابلها ابتسامات حذرة من زميلاتها, ربما تكون قد حاولت الابتسام لكنها لم تعتده قبلا و لم تستطعه.

و في مثل هذه المواقف تعود لتدفن نفسها بين الكتب و من حين لآخر تسترق إليه النظر من بعيد, إلا في ذلك اليوم؛ حين لم يفرق بينها و بينه إلا خطوة واحدة لا تجرؤ أن تخطوها ولا حتى أن تظهر أمامه...

تسألني من هو؟؟

إنه أحد المحظوظين...
لا,
بل هو إمامهم؛ ذلك الإمام يملك كل السعادة و كل المرح و كل الصداقة و كل النجاح..

ذلك المحظوظ الذي يملك الحسن...

كانت تموت غيظا من كلام الفتيات عنه, تود لو تستطيع أن تتكلم عنه كما يتكلمون و ان تحلم به كما يحلمون, لكن كيف و آمالها موج يتحطم على صخرة ذلك الشيء في وجهها!!

عادت إلى مدفنها غير مأسوف عليها, تنظر إليه و تتحسس وجهها من حين إلى آخر, و بينما المحاضرة تشرف على الإنتهاء؛ تحرك هو للخلف-مداعبا زميله- حركة أطارت بعضا من كتب "جميلة بعيدا عنها.....

"انت غبي؟!!"

فوجئ هو بالجملة و لم يفهم, بينما تراجعت هي تندم على ذلة لسانها, و ظلا هو متعجبا حتى أخبره صديقه بما حدث فاحمر وجه الفتى و مضى يعتذر أشد الاعتذار
أما هي فواجمة لا تدري ماذا تقول أو تفعل, فقط تراقبه و هو يحضر أشيائها الملقاة...

تراقب و تتعجب...

و تتعجب و تراقب...

هل الموقف الموقف يثير كل هذا العجب؟!!!

لم يكن تعجبها من الموقف السابق بقدر ما أذهلها الحدث الجلل الذي شهدته في أعقاب اعتذار الفتى....

و لها كل الحق في ذلك

بل لها ان تصدم بشدة...

فقد كانت المفاجأة أكبر مما تتخيل.......
....

يتبع إن شاء الله

أحمد ثروت
10/2009

بيني و بينك سور ورا سور
و انا لا مارد ولا عصفور
في ايدي ناي و الناي مكسور
و صبحت أنا في العشق مثل
و البحر بيضحك ليه و انا نازلة أتدلع أملا القلل

نجيب سرور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق