الأربعاء، 24 مارس 2010

انا حاقد.. الحلقة 2-3


مبدئيا, انا شاب في أواخر العشرينات...

و ارجوك لا تسألني لماذا قفزت في قصتي كل تلك المسافة الزمنية... لأني اترك لذهنك أن تتخيل إنسانا-بدأ حياته بالحقد على اخيه الأصغر- كيف سيمضي تلك الفترة الزمنية؛_ ماذا فعل حيال أستاذه الذي كان يضربه, كيف تصرف مع زميله الذي طالما تفوق عليه دراسيا, و كيف كان ينظر إلى (الميكانيكي) الذي يكسب في اليوم أكثر منه بكثير...

انا أعمل الآن محاسبا بإحدى البنوك, و البنك-لمن لا يعرفه- هو مكان يودع فيه أولئك الأغنياء اموالهم الطائلة, أما وظيفتي في ذلك البنك هي أن يأتي إليّ احد الاغنياء ليأخذ من بحر أمواله, و ما عليّ إلا أن انظر بكل حقد و حسرة إلى الأموال التي تخرج من تحت يديّ, و انا اندب حظي العاثر...

و كان معروفا عن بنكنا-العزيز- أن من يسحب من عندنا مالا لا يعود إلى بيته سليما أبدا...

إما ان تصدمه سيارة على باب البنك..
أو تصيبه (نوبة السكر) في شارع جانبي خال من المارة..
أو -في أحسن احواله- يخرج عليه مجموعة من اللصوص ليستولوا على امواله
....

حار الناس في امر بنكنا, و تدريجيا بدءوا يركزون حيرتهم ناحية الشباك الذي اجلس خلفه...
بدءوا ينظرون إليّ نظرات غريبة..
و لم اعرهم اي اهتمام؛ كنت في شغل عنهم بشيء آخر....

زميلي على الشباك المجاور, من حظي العاثر أن كلينا- -أنا و هو- وقعنا في غرام نفس الفتاة...

مصادفة غريبة, اليس كذلك؟ عموما هي -بالتأكيد- اكثر واقعية من الصدف التي تحدث في قصص إحسان عبد القدوس, المهم؛ ظل الحال على ما هو عليه إلى انا عرفت -يوما- بميعاد زفافهما؛ بالتأكيد هو لم يدعني للحفل لكني عرفت بأي حال-لا يهم- , المهم الآن أن أصب عليه جام حقدي و أن أُخْرج كل عقدي النفسية على ذلك المحظوظ ابن... المحظوظة.
...

و نتيجة لذلك؛ أصابه -يوم فرحه- تيار هواء تسبب في شلل مؤقت للعصب السابع؛ او ما يسميه العامة مثلي (جاله برد في وشه), كانت إصابة مباشرة لكنها لم تشف غليلي؛ ماذا يضر عريس في ليلة فرحه أن يصيب عصبه السابع بعض الشلل؟ إن ما يهم العريس -أي عريس- في مثل تلك المواقف أن يتمتع بـ(عصب عاشر) سليم معافى....

الويل لذلك المحظوظ, إنه يملك (عصبا عاشرا) يعمل بكفاءة.
....

في اليوم التالي؛ عرفت أنه القى بنفسه أمام القطار... لأن عصبه العاشر لم يسعفه...

و لم تكد تنقضي عدته حتى تزوجت أرملته الجميلة, و مع الوقت عرفت أنه ليس بـ(العصب العاشر) وحده يسعد الناس, كانت مثالا للزوجة الشكاءة البكاءة النكدية كثيرة الطلبات, حتى أني بدأت أحقد على زميلي الذي توفى تحت عجلات القطار, لا أعرف ماذا سيحدث له أكثر من أنه مات...

كانت تدفعني دفعا نحو زيادة دخل الأسرة بأي شكل كان؛ حتى أنني اعتدت الاختلاس من أموال الأغنياء الموجودة في البنك, و في إحدى المرات فُضِح أمري و قدمت للمحاكمة....

بسببها خسرت وظيفتي, و خسرت سمعتي, و خسرت عمري خلف القضبان... أما هي؛ فمضت في إجراءات الطلاق حتى حصلت عليه, و لم تكد تنتهي عدتها حتى كانت قد تزوجت من (خروف) آخر...

يتبع إن شاء الله

أحمد ثروت
12/3/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق