ينهض (الشيخ خالد) ليؤم الناس في فجرهم, و قد يقرأ بهم آية (لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى), ثم يمضي بعد أن يصافحه المصلون من أهل العزبة و يقصدونه في حل مشاكلهم و مسائلهم التي لا تنتهي, و يظل شيخنا مجاهدًا كل ذلك حتى يصل إلى بيته لينام بضع ساعات قبل صلاة الظهر.
مرت على الشيخ أيامه و لياليه؛ يرفض بيع الحانوت في يومه و يرتاده في ليلته, و قد تمر عليه أوقات يود فيها لو استطاع تحطيم (البار), بل إنه أحيانا يعقد العزم على ذلك؛ فإذا ما امتنع لليلتين أو ثلاثة تجده في الليلة التالية مهرولًا منتكسًا....
مرت على الشيخ أيامه و لياليه؛ يرفض بيع الحانوت في يومه و يرتاده في ليلته, و قد تمر عليه أوقات يود فيها لو استطاع تحطيم (البار), بل إنه أحيانا يعقد العزم على ذلك؛ فإذا ما امتنع لليلتين أو ثلاثة تجده في الليلة التالية مهرولًا منتكسًا....
*****
في يوم من أيام الشيخ -و بينما هو خارج من مسجده مع بعض أعيان العزبة- نشبت مشادة بين أحد رفقائه و بين واحد من الشباب المعروف عنهم سوء الخلق يدعى (خميس حمو), و حدث أن تطورت المشادة إلى حد العراك بالأيدي أمام (الشيخ خالد) الذي اضطر إلى التدخل و نهر (خميس) عن فعلته و أسمعه كلاما قاسيا عن احترام الكبير و حسن الخلق, ثم ختم كلامه بأن ما فعله (خميس) أمام الناس دليل على أنه لا يراعي حق الله حين يختلي بنفسه!!!
استشاط (خميس حمو) غضبًا من كلام (الشيخ خالد) و أقسم بأغلظ الأيمان ليرين الشيخ من الأفعال ما يجعله يندم على كلامه ذاك, فبهت الناس من جرأة (خميس) و هموا أن يتكالبوا عليه ليفتكوا به, أما شيخنا فوقف مكانه مبهوتا لا يلوي على شيء و أحس بألم شديد في جانبه الأيمن مما دعاه أن يفض العراك و يتحرك نحو بيته مستندًا على بعض شباب العزبة.
و بعد تلك الحادثة لاحظ أهل العزبة اصفرارًا و احمرارًا في عيني الشيخ, إلى جانب تكرار آلام جانبه الأيمن عدة مرات, فنصحوه أن يرتاح قليلا و ألا يرهق نفسه في قراءة الكتب الفقهية و قيام الليل بالكامل -كما ظنوه فاعلا- كما نصحوه أيضا بزيارة الطبيب.
و أمام إلحاح أهل العزبة و خوفه من موت يفاجئه زار الشيخ الطبيب, و بعد إجراء الفحوصات اللازمة أخبره بوجود تليف شديد بالكبد, عرف الطبيب أن سبب التليف هو تناول الكحوليات لكنه لم يصدق نفسه و لم يجرؤ على نطقها...
و يوما بعد يوم تزداد على شيخنا آلام جانبه الأيمن, و هو يزيدها بمزيد من الشرب, بالتأكيد حاول بشتى أنواع المدعمات و الأدوية إيقاف آلامه لكنه فشل في منع السبب الرئيسي.
و مع الوقت اعتاد حياته المرضية الجديدة و عاد يؤم الناس و يخطب فيهم يوم الجمعة عن خشية الله في السر و العلن, و يلقي الدروس الدينية يوميًا عن العبادات و السيرة و الحديث... إلخ
الخلاصة أنه عاد لارتداء قناع الشيخ الذي اهتدى على يديه كثير من البسطاء.
أما فيما يخص شربه للخمور؛ فقد قلَّ وجله شيئا فشيئا حتى انكمش, و لا يمنع ذلك أنه كثيرًا ما كان يضرب نفسه ألف قلم و قلم على فعلته الشنعاء.
مرت حياته هكذا دواليك حتى عاد ليلة إلى بيته و خلع عِمَّته و قفطانه و ولج الغرفة اللعينة ليزيح البساط و يهبط السلم و يضيء المصباح و......
و لم يجد نفسه وحيدا!!!
ما كاد يلتفت حتى رأى (خميس حمو) أمام وجهه..
تسمر الإثنان في أماكنهما.
و كلاهما أسقط في يديه...
يتبع إن شاء الله
أحمد ثروت
7/2010
re-written 9/2010
استشاط (خميس حمو) غضبًا من كلام (الشيخ خالد) و أقسم بأغلظ الأيمان ليرين الشيخ من الأفعال ما يجعله يندم على كلامه ذاك, فبهت الناس من جرأة (خميس) و هموا أن يتكالبوا عليه ليفتكوا به, أما شيخنا فوقف مكانه مبهوتا لا يلوي على شيء و أحس بألم شديد في جانبه الأيمن مما دعاه أن يفض العراك و يتحرك نحو بيته مستندًا على بعض شباب العزبة.
و بعد تلك الحادثة لاحظ أهل العزبة اصفرارًا و احمرارًا في عيني الشيخ, إلى جانب تكرار آلام جانبه الأيمن عدة مرات, فنصحوه أن يرتاح قليلا و ألا يرهق نفسه في قراءة الكتب الفقهية و قيام الليل بالكامل -كما ظنوه فاعلا- كما نصحوه أيضا بزيارة الطبيب.
و أمام إلحاح أهل العزبة و خوفه من موت يفاجئه زار الشيخ الطبيب, و بعد إجراء الفحوصات اللازمة أخبره بوجود تليف شديد بالكبد, عرف الطبيب أن سبب التليف هو تناول الكحوليات لكنه لم يصدق نفسه و لم يجرؤ على نطقها...
و يوما بعد يوم تزداد على شيخنا آلام جانبه الأيمن, و هو يزيدها بمزيد من الشرب, بالتأكيد حاول بشتى أنواع المدعمات و الأدوية إيقاف آلامه لكنه فشل في منع السبب الرئيسي.
و مع الوقت اعتاد حياته المرضية الجديدة و عاد يؤم الناس و يخطب فيهم يوم الجمعة عن خشية الله في السر و العلن, و يلقي الدروس الدينية يوميًا عن العبادات و السيرة و الحديث... إلخ
الخلاصة أنه عاد لارتداء قناع الشيخ الذي اهتدى على يديه كثير من البسطاء.
أما فيما يخص شربه للخمور؛ فقد قلَّ وجله شيئا فشيئا حتى انكمش, و لا يمنع ذلك أنه كثيرًا ما كان يضرب نفسه ألف قلم و قلم على فعلته الشنعاء.
مرت حياته هكذا دواليك حتى عاد ليلة إلى بيته و خلع عِمَّته و قفطانه و ولج الغرفة اللعينة ليزيح البساط و يهبط السلم و يضيء المصباح و......
و لم يجد نفسه وحيدا!!!
ما كاد يلتفت حتى رأى (خميس حمو) أمام وجهه..
تسمر الإثنان في أماكنهما.
و كلاهما أسقط في يديه...
يتبع إن شاء الله
أحمد ثروت
7/2010
re-written 9/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق