الجمعة، 2 مارس 2012

ممن نتعلم؟


هل لفت نظركم اليوم خبر عن خلاف شديد بين ممثلة (ما) و مخرج (ما) بسبب مشهد سنيمائي فاضح؟... هي تتهمه بأنه هو من (سرّب) المشهد على الانترنت, و هو يقول أنها ليست أول من يتم تصويرها بهذا الشكل!!

هل لفت نظركم أصلا نوعية الأخبار التي تنشرها المواقع و الصحف عن هذا الوسط؛ المسمى -تجاوزا- الفني؟

ماذا لو فكرنا أن نتتبع ماهية القيم التي تهتم (النخبة) المدّعاة بزرعها في قلوب و نفوس الشعب المصري؛ المتلقي لتلك الثقافة؟


من هم المتحدثون في الإعلام؟ و من هم (الملَمّعون) فيه؟

أيها القائمون على تثقيف هذا الشعب؛ ماذا قدمتم من قيم بناءة للناس؟

هل هذه هي كل بضاعتكم؟

أيها القائمون على تثقيف هذا الشعب؛ لا يحق لكم أن تغضبوا أبدا عندما نصِف بعضكم بـ(النخبة الجاهلة)

و أن بعضكم هم كالدود؛ ينخرون في البناء الثقافي و التراثي للوطن يريدون هدمه.

و أن بعضكم على جانب آخر لديه الكثير ليقدمه و يود توصيله للناس؛ لكنه لم يعد تلك البضاعة الرائجة التي يسعى إلى تقديمها الإعلام.

حفظ الله مصر من شر كل تافه يتكلم في أمر العامة... أي تافه يريد أن ينحط بثقافة المجتمع فنيا و أدبيا و حتى سياسيا إلى أسفل أسفلين.
....

أيها الناس؛ حصنوا أنفسكم من هؤلاء؛ و تعلموا -أول ماتتعلمون- أن تختاروا ممن تتلقون عنه العلم و الفهم.

قال الإمام محمد الغزالي رحمه الله في مقدمة كتابه (جدد حياتك):

"فأصحاب الصحة النفسية والعقلية ٬ وأصحاب الأمزجة المعتدلة ٬ والطباع المكتملة هم وحدهم الذين يسمع منهم ويؤخذ عنهم. أما المعلولون والمنحرفون ٬ وذوو الأفكار المنحلة والغرائز المنحلة ٬ فهم كالثمار المعطوبة فى عالم النبات أو الأجنة الشائهة فى عالم الحيوان ٬ ليسوا أمثلة لسلامة الفطرة ٬ ولا يجوز أن يطمأن إلى أحكامهم ولا إلى آرائهم ٬ ولو بلغت بهم الجراءة أن يزعموا نداء الطبيعة ومنطق الفطرة!!.

إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: ` استفت قلبك ` لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق. وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر.!!

إنه ساق هذا الجواب النبيل لرجل يتحرج من الإلمام بصغيرة ٬ رجل سليم الفطرة شفاف الجوهر عاشق للخير ٬ أراد النبى الكريم أن يريحه من عناء التساؤل والاستفتاء ٬ فرده إلى فؤاده يستلهمه الرشد كلما تشابهت أمامه الأمور ٬ ويستريح إلى إجابته وإن أكثر عليه المفتون.. هذا الرجل وأمثاله من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين العالم ٬ ومناراته الهادية."

"...وكم كان جديرا بالعالم أن يؤرخ لهم بدل أن يؤرخ للساسة والقادة من سفاكى الدماء ومذلى الشعوب. إلى أصحاب هذه الفطر السليمة من كل جنس ولغة نلفت الأنظار لننتفع بهم. وإلى الدخلاء عليهم من الأدباء المأجورين ٬ والصحافيين المنحرفين ٬ وأصحاب الفنون القوادة إلى الخلاعة والعبث نلفت الأنظار كى نحذر على أنفسنا ومستقبلنا. فقد كثر فى الدنيا من يدعو إلى تعرية الأجسام والأرواح من لباس التقوى والفضيلة باسم أن ذلك عود إلى الطبيعة وتمشّ مع الفطرة!!.

والحق أن دَوْر هؤلاء بين الناس هو دَوْر الجراثيم ` الفطرية ` فى إعطاب الثمار وإمراض الأبدان ٬ أى أنهم خطر على الطبيعة الصحيحة والفطرة السليمة."