الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الناس الطيبون!!


ليست مخصصة هذه التدوينة للحديث عن الشعب الطيب المتسامح. و ليست للحديث عن (أم فلان) المرأة الطيبة التي تبيع الخضروات كي تربي أبنائها و تعلمهم. و ليست للحديث عن (عم محمد) و (عم جرجس) رمزَيّ التسامح اللذين ظهرا في كل شيء تقريبا.

دعوني في البداية أعترف أنني أتحسس ما أكتبه في تلك التدوينة؛ لا لشيء إلا لأنها تخص (من بعيد أو من قريب) شخصا أحبه جدا و أحب كونه رجلا طيبا يحب الطلبة في كليّتنا و يحبه الطلبة في كليتنا... ببساطة إنه عميد كليتنا أ.د/ أشرف سعد؛ أول عميد تم انتخابه و لاقى استحسانا كبيرا بين الطلاب لأنه الأقرب إليهم و لأفكارهم و لأنه ساندهم في ثورتهم.. إنه عميد للكلية من الميدان... مثلما كان د/ عصام شرف رئيسا للوزراء من الميدان!!!

و بعد؛

نقترب في أيامنا هذه من نهاية النصف الدراسي الأول من ولاية مجلس وكلاء الكلية المنتخب. و أظن أنه من حق عميد الكلية و وكلائها علينا أن نعيد -نحن الطلاب- تقييم التجربة؛ ماذا كنا نأمله من العميد؟ ماذا تحقق؟ و ماذا لم يتحقق؟ كيف نرى المرحلة المقبلة؟

أعرف أن مثل هذه الكلمات تثير حفيظة بعض أساتذة الكلية عندنا. هم يرون أننا -نحن الطلبة- نقحم أنفسنا فيما لا يعنينا و ما لا نفهمه... و أقول لأساتذتنا الأعزاء: لكم بعض الحق فيما تقولون لو أننا نقحم أنفسنا في تفاصيل لا نبتغي منها إلا فرض رأي لمجرد أنه يتبع هوى بعضنا.

بالمناسبة؛ لا أتحدث هنا في المقام الاول عن نظام امتحان أو تقييم. أولا لأنها أشياء تخضع لرؤية مقيّمي الطلاب, طالما كان التقييم عادلا و شاملا و واضحا. ثانيا؛ لأن المشاكل و التحديات التي تواجه كليتنا أكبر من ذلك بكثير.. كليتنا بالمناسبة لا تمثل نفسها بل هي مسئولة عن مستوى الخدمة الطبية في حوالي 5 محافظات يمثلون مجتمعين ربع مساحة مصر تقريبا.

كلية الطب جامعة الأسكندرية؛ اسم قديم جدا في عالم الطب في مصر, بل في العالم... قديمة قِدَم (الحجر الصحي) الذي أقيم في نفس مكان الكلية في عهد قديم (قيل أيام محمد علي باشا, و ربما البطالمة لا أذكر)... و هي أيضا نفس الكلية التي تم هدم جزء كبير من مستشفى الولادة منذ سنوات بها لمجرد توفير مساحة امنية لمكتبة الأسكندرية... هي أيضا نفس الكلية التي يتلخص تطويرها في تكسير واجهة مباني المستشفيات ثم إعادتها مرة أخرى.. هي نفس الكلية التي شرعت في بناء حوالي 4 ملاعب ترتان خماسية على أعلى مستوى رغم أن المساحة المستغلة في ذلك كان من الممكن أن تبنى عليها مراكز طبية أفضل بكثير جدا من المراكز العالمية في مدينة المنصورة.. و ليت الملاعب اكتملت (ملعب الشاطبي مثلا ينقصه شبكة و مرميان ولا يصلح للعب رغم أنه تكلف رقما به أصفار كثيرة)... نحن الكلية التي يهتم كثير من أساتذتها بتطوير عياداتهم الخاصة أكثر من تطوير المستشفى و السعي للتوسط من أجل الحصول على احدث الأجهزة لتوفيرها بالمجان للمرضى... و نحن أيضا الكلية التي لا يشرح اساتذة بعض الأقسام للطلاب و لا يعرف الطلاب ما هي المتطلبات التي عليهم تحصيلها (و إن كنا في تلك النقطة أفضل حالا من كليات أخرى)... و أخيرا؛ هل الشفوي و النظام التدريسي القديم عائد بقوة؟؟؟

تخيلوا معي لو أن الأموال التي تصرف على واجهات المباني و الملاعب تم توجيهها لشراء أجهزة تشخيصية و علاجية حديثة و على أعلى مستوى... لو أن أساتذة الكلية وجهوا جزءا من طاقتهم أكبر في سبيل تطوير الخدمة الطبية المجانية داخل المستشفى... لو زاد الاهتمام بالبحث العلمي (و قوامه من الأساتذة و حتى الطلاب) لتلبية احتياجات المرضى المصريين و الاهتمام بالأمراض التي نتفرد بها بين دول العالم, و التي -بطبيعة الحال- لن يساعدنا فيها الغرب و لن يحلها إلا أيد مصرية مخلصة... تخيلوا معي لو أن خريج كلية الطب جامعة الاسكندرية على أعلى مستوى يحمل علما و خلقا عاليا و يوفر أفضل رعاية للمريض المصري الفقير أولا ثم الآخرين.

ما زلت آمل أن أرى كلية الطب جامعة الاسكندرية بشكل أفضل.. أنتظر اليوم الذي أرى فيه المريض داخلا المستشفى الميري مستبشرا, و خارجا منها سعيدا معافى.. و بين هذا و ذاك لا يشعر أبدا أنه مهان أو متفضل عليه بالعلاج.. لا يضطر يوما أن يشتري كيس دم بالمال لأنه لا يجد أكياسا في البنك.. أود أن أراه في جو نظيف معقم لا أخشى عليه فيه من تلوث أو ما شابه.

أحلم على المستوى الشخصي بنظام تعليم ينهض بالطلاب للأمام أكثر و أكثر

و أخيرا أختم بجملة منسوبة لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم"



الخميس، 8 ديسمبر 2011

لو كنت ماليزي


لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون ماليزيًا...





أولًا: لأني كنت هبقى كيوت كدة و حجمي صغير فمش هستهلك مكان كبير




ثانيًا: لأني كنت هعرف آخد حقي في البلد دي