الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الجمال المعيوب (4-4) الأخيرة

"وجدت مفتاح النور..."

. يوم عادي في حياة "جميلة"؛ قامت من النوم بطريقة ما و بدأت الاستعداد للخروج, ساعتها تؤكد أنه (يدوب تلحق تروح الكلية) فقامت مسرعة و ولجت إلى الحمام و فتحت النور و....
....
و توقفت

اقتربت "جميلة" من المرآة و قالت:
"توء توء توء... فيه بنوتة تروح الكلية و عنيها معمصين كدة :)"

غسلت وجهها و اسنانها جيدا و ذهبت تعد إفطارها, بينما تنتظر (الأكل يسخن) أوصلت المكواة بالكهرباء و قطعت ورقة الأمس من نتيجة الحائط لتكتب في ظهرها:
"اليوم يمر عامان من عمري الحقيقي"

علقتها على الدولاب و فتحته في حركة واحدة -سبحان الله-:
"ألبس إيه... ألبس إيه... تعالى انت"

جذبت طقم الأزرق بدرجاته ليذهب إلى قدره غير مأسوف عليه, بالطبع ارتدته و بالطبع أيضا جربت عدة ربطات للإيشارب إلى ان رحمته أخيرا من العذاب و استقرت على الربطة المناسبة, تذكرت إفطارها فأسرعت تتناوله ثم تأكدت من حاجياتها و لم تنس أن تقبل يدي أبيها و أمها...

"ادعيلي يا ماما"

"ربنا يجعل دعايا من نصيبك يا جميلة يا بنتي"

أغلقت "جميلة" خلفها الباب و استنشقت نسيم الصباح ثم انطلقت في طريقها

******

"تاني يا جميلة!!"

أطلت هي بوجهها البشوش من باب المدرج انتظارا للإذن بالدخول

"آخر مرة يا جميلة... اتفضلي"

"سوري يا دكتور"

"سوري ولا مصري ها ها هـ... إحم شكلها قلشت, ما علينا خلينا في الدرس"

دخلت "جميلة" لتجد زميلاتها قد حجزوا لها مكانا مميزا؛ فوضعت طتبها و عالجت نفسها من آثار (الحموضة) التي خلفتها (نكتة) الأستاذ.

"انتوا في صفحة كام؟"
"طب سلِّمِي الأول"
"سلامو عليكو انتوا في صفحة كام؟"

ضحكت زميلتها من أسلوبها في الرد و أشارت لها برقم الصفحة..

أخيرا سكتت "جميلة" لتركز مع الشرح, حتى إذا انتهت المحاضرة التفتت هي لصديقة:

"ممكن يا قمر تديني كتابك أنقل الملغي؟"
"و إن ماتيدهولكيش؟ P:"
"هاخده انا بنفسي" قالتها ضاحكة و تحركت بسرعة, لكن يدها أطاحت بشيء ما...

كتب الفتاة التي تجلس خلفها

" إيه الغباوة دي؟!!"

قالتها الفتاة صاحبة أعظم تكشيرة في الدفعة و تحركت نحو "جميلة لتقتص منها..

لكن "جميلة" ألجمتها بابتسامة هادئة واثقة:
"معلش يا قمر ما أخدتش بالي... هاجيبهملك بنفسي"

انحنت "جميلة" تلتقط الكتب... نظرت إلى يدها الممدودة فابتسمت و قالت:

"إيدي شكلها أحلى في الدبلة."

تمت بحمد الله
أحمد ثروت
2-12-2009

مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة

قدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة

قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا

فيه البشاشة و البهاء

ليكن كذلك في المساء


إيليا أبو ماضي